تخيفنا (١) ، ولا تردنا عن ديننا [على](٢) أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلّة ألفا في صفر وألفا في رجب ، فصالحهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ذلك ، وقال : «والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلّى على أهل نجران ، ولو تلاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، ولما حال الحول على النصارى حتى هلكوا».
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤))
. قال الله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) : النبأ الحق ، (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) ، [و (مِنْ) صلة تقديره : وما إله إلا الله](٣) ، (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) ، أعرضوا عن الإيمان (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) ، الذين يعبدون غير الله ويدعون الناس إلى عبادة غير الله.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) الآية :
ع [٣٩١] قال المفسّرون : قدم وفد نجران المدينة فالتقوا مع اليهود فاختصموا في إبراهيم عليهالسلام فزعمت النصارى أنه كان نصرانيا وهم على دينه ، وأولى الناس به ، وزعمت (٤) اليهود : أنه (٥) كان يهوديا وهم على دينه وأولى الناس به ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه ، بل كان [إبراهيم](٦) حنيفا مسلما وأنا على دينه وأولى الناس به ، فاتبعوا دينه الإسلام» ، [فقالت اليهود : يا محمد ما تريد إلا أن نتّخذك ربا كما اتّخذت النصارى عيسى ربّا؟](٧) وقالت النصارى : يا محمد ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت اليهود في عزير ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ).
والعرب تسمي كلّ قصة لها شرح (كَلِمَةٍ) ومنه سمّيت القصيدة كلمة سواء عدل بيننا وبينكم
__________________
ع [٣٩١] ـ لم أره بهذا السياق ، وأخرجه الطبري ٧١٩٨ و ٧٢٩٤ و ٧٢٩٥ والبيهقي في «الدلائل» (٥ / ١٨٦) من حديث ابن عباس قال : «اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا ، فأنزل الله فيه (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ) إلى قوله (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) فقال أبو رافع القرظي : أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران : أذلك تريد يا محمد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : معاذ الله أن أعبد غير الله ، أو آمر بعبادة غيره. ما بذلك بعثني ولا أمرني. فأنزل الله في ذلك من قولهما : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ) إلى قوله : (بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران : ٧٩ ـ ثم ذكر ما أخذ عليهم ، وعلى آبائهم من الميثاق بتصديقه إذا جاءهم ، وإقرارهم به على أنفسهم فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) إلى قوله : (مِنَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران : ٨١ ـ ا ه.
وفي إسناده محمد بن أبي محمد مولى زيد ، وهو مجهول.
__________________
(١) في المطبوع «تخفينا» والمثبت عن ـ ط.
(٢) زيادة عن المخطوط و ـ ط.
(٣) سقط من المخطوط.
(٤) في المطبوع و ـ ط «وقالت».
(٥) في المطبوع «بل».
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) سقط من المخطوط.