عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم [أنّه](١) قال : «والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، فيفيض المال حتى لا يقبله أحد (٢)».
ع [٣٨٨] ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في نزول عيسى عليهالسلام قال : «يهلك [الله](٣) في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى ، فيصلّي عليه المسلمون».
وقيل للحسين بن الفضل : هل تجد نزول عيسى في القرآن؟ قال : نعم ، قوله : (وَكَهْلاً) وهو لم يكتهل في الدنيا وإنما معناه «وكهلا» بعد نزوله من السماء ، قوله تعالى : (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، أي : مخرجك من بينهم ومنجيك منهم ، (وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ، قال قتادة والربيع والشعبي ومقاتل والكلبي : هم أهل الإسلام الذين صدقوه واتبعوا دينه [في التوحيد من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم](٤) ، فهم (٥) فوق الذين كفروا ظاهرين قاهرين بالعزّة والمنعة والحجّة ، وقال الضحاك : يعني الحواريين فوق الذين كفروا ، وقيل هم الروم ، وقيل : أراد بهم النصارى ، أي : فهم فوق اليهود إلى يوم القيامة ، فإن اليهود قد ذهب ملكهم ، وملك النصارى دائم إلى قريب من قيام الساعة ، فعلى هذا يكون الاتباع [في الآية](٦) بمعنى الادّعاء والمحبة ، لا اتباع الدين ، (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) ، في الآخرة ، (فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) ، من الدين وأمر عيسى.
(فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٥٦) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٥٧) ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (٥٨) إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩))
. (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا) ، بالقتل والسبي والجزية والذّلّة ، (وَالْآخِرَةِ) ، أي : في الآخرة بالنار ، (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ).
__________________
ـ وأخرجه البخاري ٢٤٧٦ و ٣٤٤٨ ومسلم ١٥٥ ح ٢٤٢ وابن ماجه ٤٠٧٨ وعبد الرزاق ٢٠٨٤٠ والحميدي ١٠٩٧ وابن أبي شيبة ١٥ / ١٤٤ وأحمد ٢ / ٢٤٠ والطحاوي في «المشكل» (١٠٣ و ١٠٤) والآجري في «الشريعة» ص (٣٨٠ ـ ٣٨١) وابن مندة في «الإيمان» (٤٠٨ و ٤٠٩ و ٤١٠ و ٤١١) من طرق عن الزهري به.
ـ وأخرجه البخاري ٢٢٢٢ ومسلم ١٥٥ والترمذي ٢٢٣٣ وأحمد ٢ / ٥٣٧ وابن حبان ٦٨١٨ وابن مندة ٤٠٧ من طرق عن الليث بن سعد ، عن الزهري به.
ع [٣٨٨] ـ جيد. أخرجه أبو داود ٤٣٢٤ وأحمد ٢ / ٤٠٦ و ٤٣٧ وابن حبان ٦٨٢١ والحاكم ٢ / ٥٩٥ والطبري ٧١٤١ من طريق قتادة عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ليس بيني وبينه نبي ـ يعني عيسى عليهالسلام ـ وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه ...» وإسناده جيد رجاله رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن آدم فإنه من رجال مسلم ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «وما أقول» بدل «أحد».
(٣) زيادة عن المخطوط و «سنن أبي داود».
(٤) زيد في المطبوع و ـ ط.
(٥) في المطبوع «فهو».
(٦) زيادة عن المخطوط.