مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣))
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) ، يجحدون بآيات الله ، يعني : القرآن ، وهم اليهود والنصارى ، (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) ، قرأ حمزة «ويقاتلون الذين يأمرون» بألف ، قال ابن جريج : كان الوحي يأتي على أنبياء بني إسرائيل ولم يكن يأتيهم كتاب (١) فيذكّرون قومهم فيقتلون (٢) ، فيقوم رجال ممن اتّبعهم وصدقهم فيذكّرون قومهم فيقتلون أيضا فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس.
[٣٧١] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد [بن] فنجويه الدّينوري ، أنا أبو نصر منصور بن جعفر النهاوندي ، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود (٣) أنا محمد بن عمرو بن حنان (١) أنا محمد بن حمير أنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال :
قلت لرسول صلىاللهعليهوسلم : أيّ الناس أشدّ عذابا يوم القيامة؟ قال : «رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر» ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) ، إلى أن انتهى إلى قوله : (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا في أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبّاد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلوهم (٤) بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوهم جميعا في آخر النهار في ذلك اليوم ، فهم الذين ذكرهم الله في كتابه وأنزل الآية فيهم».
(فَبَشِّرْهُمْ) : أخبرهم (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ، وجيع ، وإنما أدخل الفاء على الباء في خبر (إِنَ) لتضمن الذين معنى الشرط والجزاء ، وتقديره : الذين يكفرون ويقتلون فبشّرهم ، لأنه لا يقال : إن زيدا فقائم.
__________________
(١) وقع في الأصل «حيان» وهو تصحيف.
[٣٧١] ـ إسناده ضعيف لجهالة أبي الحسن مولى بني أسد ، وعنه محمد بن حمير ، وهو لين الحديث ، وله شاهد
لكنه ضعيف.
وأخرجه الطبري ٦٧٧٧ من طريق محمد بن حفص ، عن محمد بن حمير به. وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حفص الحمصي ، ضعفه ابن مندة كما في «الميزان».
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» (١ / ٣٦٣) والبزار ٣٣١٤ «كشف» ومداره على أبي الحسن مولى بني أسد ، وهو مجهول كما قال الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ٣٤٨).
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٢١٦٦) : فيه ممن لم أعرفه اثنان ا ه.
ـ وفي الباب من حديث ابن عباس بلفظ «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي ....» أخرجه البيهقي في «الشعب» (٧٨٨٨) وإسناده واه ، فيه محمد بن حميد الرازي ، وهو ضعيف متروك.
__________________
(١) زيد في المطبوع «الله».
(٢) زيد في المطبوع «أنبيائهم».
(٣) في المخطوط «الجاربودي».
(٤) في المخطوط و ـ ط «قتلهم».