(أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ)(١) [بطلت](أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢)) ، وبطلان العمل في الدنيا أن لا يقبل (٢) ، وفي الآخرة أن لا يجازى عليه.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) ، يعني : اليهود ، (يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ) ، اختلفوا في هذا الكتاب ، فقال قتادة : هم اليهود دعوا إلى حكم القرآن فأعرضوا عنه. وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية :
إن الله تعالى جعل القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فحكم القرآن على اليهود والنصارى : أنهم على غير الهدى ، فأعرضوا عنه ، وقال آخرون : هو (٣) التوراة.
ع [٣٧٢] وروى سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت المدراس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله عزوجل ، فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أيّ دين أنت يا محمد؟ فقال : «على ملّة إبراهيم» ، فقالا : إن إبراهيم كان يهوديا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فهلموا إلى التوراة ، فهي بيننا وبينكم» ، فأبيا عليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ع [٣٧٣] وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا ، وكان في كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما فيهم ، فرفعوا أمرهما (٤) إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجوا أن يكون عنده رخصة (٥) ، فحكم عليهما بالرجم ، فقال له النعمان بن أوفى وبحري بن عمرو : جرت عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بيني وبينكم التوراة» ، فقالوا : قد أنصفتنا ، قال : «فمن أعلمكم بالتوراة»؟ قالوا : رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا ، فأرسلوا إليه فقدم المدينة وكان جبريل قد وصفه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنت ابن صوريا» ، قال : نعم ، قال : «أنت أعلم اليهود»؟ قال : كذلك يزعمون ، قال : فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشيء من التوراة [فيها الرجم](٦) ، فقال له : «اقرأ» ، فلما أتى على آية الرجم وضع كفه عليها ، وقرأ ما بعدها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال عبد الله بن سلام : يا رسول الله قد جاوزها ، فقام فرفع كفّه عنها ، ثم قرأ على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى اليهود بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البيّنة رجما ، وإن كانت المرأة حبلى تربّص حتى تضع ما في بطنها ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم باليهوديّين فرجما فغضب اليهود لذلك وانصرفوا ، فأنزل الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) التوراة
__________________
ع [٣٧٢] ـ ضعيف ، أخرجه الطبري ٦٧٧٨ و ٦٧٧٩ من حديث ابن عباس وفيه محمد بن أبي محمد شيخ ابن إسحاق ، وهو مجهول لا يعرف.
وذكره الواحدي في «أسباب النزول» (١٩٥) معلقا بدون إسناد.
ع [٣٧٣] ـ هذا إسناد ساقط ، الكلبي متروك متهم ، وأبو صالح غير ثقة في ابن عباس ، وأصل الخبر صحيح يأتي في سورة المائدة آية : ٤١ ، وليس فيه ذكر نزول الآية ، بل فيه قصة الرجم وبعض هذه القصة.
__________________
(١) زيادة عن ـ ط ـ.
(٢) زيد في المخطوط «الله منه شيء في الدنيا».
(٣) في المخطوط «هي».
(٤) في المطبوع «أمرهم».
(٥) زيد في المخطوط «في الرجم».
(٦) زيادة عن المخطوط و ـ ط.