وسوّمها ، وقال الحسن وأبو عبيدة : هي المعلّمة من السيماء [وهي](١) العلامة ، ثم منهم من قال : سيماها الشبه واللّون ، وهو قول قتادة ، وقيل : الكي ، (وَالْأَنْعامِ) ، جمع النّعم ، وهي الإبل والبقر والغنم ، جمع لا واحد له من لفظه ، (وَالْحَرْثِ) ، يعني : الزرع ، (ذلِكَ) ، الذي ذكرت ، (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ، يشير إلى أنها متاع يفنى ، (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) ، أي : المرجع ، فيه [إشارة إلى](٢) التزهيد (٣) في الدنيا والترغيب في الآخرة.
(قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (١٥))
قوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ) ، أي : أخبركم (بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) ، قرأ العامة بكسر الراء ، وروى أبو بكر عن عاصم بضم الراء ، وهما لغتان كالعدوان والعدوان.
[٣٦٧] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا يحيى بن سليمان حدّثني ابن وهب حدثني مالك عن زيد (١) بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنّة : فيقولون : لبّيك يا ربّنا وسعديك والخير في يديك ، فيقول : هل رضيتم؟ فيقولون : يا رب [و](٤) ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون : ربنا (٥) وأيّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول : أحلّ لكم (٦) رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
قوله تعالى : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ).
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ
__________________
[٣٦٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، يحيى بن سليمان هو الجعفي روى له البخاري دون مسلم ، ومن فوقه رجال الشيخين ، ابن وهب اسمه عبد الله.
ـ وهو عند المصنف في «شرح السنة» (٤٢٩٠) من وجه آخر عن ابن وهب بهذا الإسناد.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري وهو في «صحيحه» (٧٥١٨) عن يحيى بن سليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٨٢٩ وابن مندة في «الإيمان» (٨٢٠) وابن حبان ٧٤٤٠ وأبو نعيم في «الحلية» ٦ / ٣٤٢ وفي «صفة الجنة» (٢٨٢) والبيهقي في «البعث» (٤٤٥) من طرق عن ابن وهب به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٥٤٩ ومسلم ٢٨٢٩ والترمذي ٢٥٥٥ والنسائي في «الكبرى» (٧٧٤٩) وأحمد ٣ / ٨٨ وابن مندة ٨٢٠ والبيهقي في «البعث» (٤٤٥) من طريق ابن المبارك عن مالك به. وهو في «زهد ابن المبارك» برقم : (٤٣٠).
(١) في الأصل «زين» وهو تصحيف.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) في المخطوط «تزهيد».
(٤) زيد في المطبوع و ـ ط ـ وصحيح البخاري ، وليس في المخطوط و «شرح السنة».
(٥) في المطبوع «يا رب».
(٦) في المطبوع «عليكم».