وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (١٧) شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨))
(الَّذِينَ يَقُولُونَ) ، إن شئت جعلت محل (الَّذِينَ) خفضا ردّا على قوله : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) ، وإن شئت جعلته رفعا على الابتداء ، ويحتمل أن يكون نصبا تقديره : أعني الذين يقولون (رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا) ، صدقنا ، (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) ، [أي](١) : استرها علينا وتجاوز عنا ، (وَقِنا عَذابَ النَّارِ).
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ) ، إن شئت نصبتها على المدح ، وإن شئت خفضتها على النعت ، يعني : الصابرين في أداء الأوامر ، وعن ارتكاب النهي ، وعلى (٢) البأساء والضراء وحين البأس والصادقين في إيمانهم ، قال قتادة : هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم فصدقوا في السرّ والعلانية ، (وَالْقانِتِينَ) : المطيعين المصلّين ، (وَالْمُنْفِقِينَ) أموالهم في طاعة الله (٣) ، (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) ، قال مجاهد وقتادة والكلبي : يعني المصلّين بالأسحار ، وعن زيد بن أسلم أنه قال : هم الذين يصلّون الصبح في الجماعة ، وقيد (٤) بالسحر لقربه من الصبح ، وقال الحسن : مدّوا الصلاة إلى السحر ، ثم استغفروا ، وقال نافع : كان ابن عمر رضي الله عنهما يحيي الليل ، ثم يقول : يا نافع أسحرنا؟ فأقول : لا ، فيعاود الصلاة ، فإذا قلت : نعم ، [قعد وأخذ](٥) يستغفر الله ويدعو حتى يصبح.
[٣٦٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو محمد (١) الحسن بن أحمد المخلدي حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، أنا قتيبة أنا يعقوب بن عبد الرحمن (٢) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ينزل الله إلى السماء الدنيا كلّ ليلة حين يبقى الثلث الأخير ، فيقول : أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له».
__________________
(١) في الأصل «أبو محمد بن الحسن» والتصويب من «شرح السنة» و «الأنساب» للسمعاني.
(٢) في الأصل «عبد الله» والتصويب من «شرح السنة» و «صحيح مسلم». و «كتب التراجم». [٣٦٨] ـ إسناده صحيح ، أبو العباس السراج فمن دونه ثقات ، وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، سوى سهيل تفرد عنه مسلم ، قتيبة هو ابن سعيد ، أبو صالح والد سهيل اسمه ذكوان مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» (٩٤١) بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٧٥٨ من طريق قتيبة بن سعيد به.
ـ وأخرجه الترمذي ٤٤٦ وأحمد ٢ / ٢٨٢ و ٤١٩ وابن خزيمة في «التوحيد» ص (١٣٠) من طريق سهيل بن أبي صالح به.
ـ أخرجه البخاري ١١٤٥ و ٦٣٢١ ومسلم ٧٥٨ وأبو داود ١٣١٥ وابن خزيمة في «التوحيد» ص (١٢٧) وابن أبي عاصم ٤٩٢ وابن حبان ٩٢٠ والبيهقي ٣ / ٢ من طريق مالك عن الزهري ، عن الأغر وأبي سلمة ، عن أبي هريرة به وهو في «الموطأ» (١ / ٢١٤).
وأخرجه مسلم ٧٥٨ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (٤٧٧ و ٤٧٨ و ٤٨٣) وأحمد ٢ / ٢٥٨ و ٥٠٤ والدارمي ١ / ٣٤٦ وابن أبي عاصم ٤٩٥ وابن خزيمة ص ١٢٩ وابن حبان ٩١٩ من طرق من حديث أبي هريرة.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «عن».
(٣) زيد في المخطوط وحده «ورسوله».
(٤) في المطبوع و ـ ط «قيل».
(٥) زيد في المطبوع و ـ ط ـ ولفظ «وأخذ» سقط من ـ ط أيضا.