نظم الآية : إنّ الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم (١) عند حلول النّقمة والعقوبة [بهم](٢) ، مثل آل فرعون وكفار الأمم الخالية ، أخذناهم فلن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم ، [من عذاب الله شيئا](٣) ، (وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ).
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣))
. قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ) ، قرأ حمزة والكسائي بالياء فيهما ، أي : أنهم يغلبون ويحشرون ، وقرأ الآخرون بالتاء فيهما على الخطاب ، أي : قل لهم [يا محمد](٤) إنّكم ستغلبون وتحشرون [إلى جهنم](٥).
ع [٣٦٥] وقال مقاتل : أراد مشركي مكة ، معناه : قل لكفار مكة ستغلبون يوم بدر وتحشرون إلى جهنم في الآخرة ، فلمّا نزلت هذه الآية قال لهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم بدر : «إنّ الله غالبكم وحاشركم إلى جهنم».
وقال بعضهم : المراد بهذه الآية اليهود.
وقال الكلبي : عن أبي (١) صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن يهود أهل المدينة قالوا لمّا هزم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الذي بشّرنا به [موسى](٦) ، لا تردّ له راية ، وأرادوا اتّباعه ، ثم قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى تنظروا إلى وقعة [له](٧) أخرى ، فلما كان يوم أحد ونكب أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شكّوا ، فغلب عليهم الشقاء ، فلم يسلموا ، وقد كان بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلى مدة فنقضوا ذلك العهد ، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى مكة يستفزهم (٨) ، فأجمعوا أمرهم على قتال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية (٢).
ع [٣٦٦] وقال محمد بن إسحاق عن رجاله ، ورواه سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا : أنه (٩) لمّا أصاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قريشا ببدر ورجع إلى المدينة ، جمع اليهود في سوق بني قينقاع ، وقال :
__________________
ع [٣٦٥] ـ عزاه المصنف لمقاتل ، ولم ينسبه ، فإن كان ابن سليمان ، فهو كذاب ، وإن كان ابن حيان ، فهو غير قوي ، والخبر معضل غير صحيح بكل حال ، وإسناد المصنف إلى مقاتل في أول الكتاب.
(١) في الأصل «ابن صالح» وهو تصحيف.
(٢) هذا إسناد ساقط ، الكلبي متروك متهم ، وأبو صالح لم يلق ابن عباس.
ع [٣٦٦] ـ أخرجه أبو داود ٣٠٠١ وابن جرير ٦٦٦٣ ، من حديث ابن عباس وفيه محمد بن أبي محمد وهو مجهول ، وإن وثقه ابن حبان فقد نص على جهالته الذهبي وابن حجر.
لكن يتقوى بما أخرجه ابن جرير ٦٦٦٤ عن قتادة مرسلا بنحوه و ٦٦٦٧ من وجه آخر عن عكرمة ، وذكره الواحدي ١٩٢ عن ابن إسحاق بهذا السياق.
__________________
(١) زيد في المخطوط هاهنا العبارة الآتية بين معقوفتين.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيد في المطبوع هاهنا ، وليست هذه العبارة في ـ ط ـ أصلا.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «وسمى» بدل «موسى».
(٧) زيادة عن المخطوط و «أسباب النزول».
(٨) في المخطوط «يستنفرهم».
(٩) زيادة عن المخطوط.