ثبّت قلوبنا على دينك. والميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويضع آخرين إلى يوم القيامة».
[٣٦٤] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري [أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا عبد الرحيم بن منيب أنا يزيد بن هارون ، أنا سعيد بن] إياس (١) الجريري (١) عن غنيم بن قيس ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل القلب كريشة بأرض فلاة تقلّبها الرياح ظهرا لبطن».
قوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ) ، أي : لقضاء (٢) يوم ، وقيل : اللام بمعنى : في [أي في](٣) يوم ، (لا رَيْبَ فِيهِ) ، أي : لا شكّ فيه ، وهو يوم القيامة ، (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) ، وهو مفعال ، من الوعد.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ) : لن تنفع ولن تدفع ، (عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ) ، قال الكلبي : من عذاب الله ، وقال أبو عبيدة : من بمعنى عند ، أي : عند الله (شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ).
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة ومجاهد : كفعل آل فرعون وصنيعهم [مع نبيّهم](٤) في الكفر والتكذيب [به وبما جاء](٥) ، وقال عطاء والكسائي وأبو عبيدة : كسنّة آل فرعون. وقال الأخفش : كأمر آل فرعون وشأنهم. وقال النّضر بن شميل : كعادة آل فرعون ، يريد عادة هؤلاء الكفّار في تكذيب الرسول (٦) وجحود الحق كعادة آل فرعون ، (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : كفار الأمم الماضية مثل عاد وثمود وغيرهم ، (كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ) ، فعاقبهم الله ، (بِذُنُوبِهِمْ) ، وقيل :
__________________
(١) في الأصل «الحميري» وهو تصحيف والتصويب من كتب «التخريج» و «التراجم».
[٣٦٤] ـ حديث صحيح. عبد الرحيم بن منيب لم أجد من ترجمه إلا أنه ذكر بأنه ممن روى عنهم حاجب بن أحمد الطوسي كما تقدم ، وبكل حال ، فقد توبع هو ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم غير غنيم ، فإنه من رجال مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» (٨٦) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» (٧٥٣) عن حاجب بن أحمد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٤١٩ وابن أبي عاصم في «السنة» (٢٢٧) من طريق آخر عن يزيد بن هارون به ، وهذا إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٨٨ وابن أبي عاصم ٢٢٨ من طريق يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس به.
ـ وأخرجه أحمد ١٩١٦٣ والبيهقي ٧٥٢ من طريق عبد الواحد بن زياد ، عن عاصم الأحول ، عن أبي كبشة ، عن أبي موسى به.
وصدره عند أحمد «مثل الجليس الصالح ...» وعند البيهقي «إنما سمي القلب من تقلبه ...» وحسّن إسناده العراقي في «تخريج الإحياء» (٣ / ٤٦).
ـ وله شاهد من حديث أنس أخرجه البزار (٤٤) والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٣٦٩) والبيهقي ٧٥١ من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش ، عن أبي سفيان عنه.
وإسناده ضعيف. لكن يصلح شاهدا لما قبله ، وفي الباب أحاديث.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط.
(٢) في المطبوع «لانقضاء».
(٣) زيادة عن المخطوط و ـ ط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «الرسل» وفي المخطوط «بالرسول» والمثبت عن ـ ط.