(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٩) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١))
قوله تعالى : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا) ، أي : ويقول الراسخون [في العلم](١) : ربّنا لا تزغ قلوبنا ، أي : لا تملها عن الحق والهدى كما أزغت قلوب الذين في قلوبهم زيغ [فضلّوا وأضلوا](٢) ، (بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) ، وفّقتنا لدينك والإيمان بالمحكم والمتشابه من كتابك ، (وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ) : أعطنا من عندك ، (رَحْمَةً) ، توفيقا (٣) وتثبيتا للذي نحن عليه من الإيمان والهدى. وقال الضحاك : تجاوزا ومغفرة ، (إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
[٣٦٣] أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، أنا أبو بكر (١) عبد الرحمن بن القاسم القرشي ، يعرف بابن الرواس الكبير بدمشق ، أنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني أنا صدقة ، أنا عبد الرحمن (٢) [بن يزيد] [بن] جابر حدّثني بسر (٣) بن عبيد الله قال : سمعت أبا إدريس الخولاني يقول : حدثني النواس بن سمعان الكلابي قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من قلب إلّا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه (٤) ، وإن شاء أن يقيمه أقامه» ، [قال :](٥) وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٦) يقول : «اللهمّ يا مقلّب القلوب
__________________
(١) في الأصل «أبو بكر بن عبد الرحمن» والتصويب من «شرح السنة» وكتب «التراجم».
(٢) في الأصل «ابن عبد الرحمن» والتصويب من «كتب التخريج» وكتب «التراجم».
(٣) في الأصل «بشر» وهو تصحيف.
[٣٦٣] ـ حديث صحيح. إسناده صحيح على شرط البخاري ، عبد الأعلى فمن فوقه رجال البخاري ومسلم غير صدقة ، فإنه من رجال البخاري ، ومن دون عبد الأعلى توبعوا ، صدقة هو ابن خالد الأموي الدمشقي ، أبو إدريس هو عائذ الله بن عبد الله.
ـ وهو في «شرح السنة» بإثر رقم : (٨٨) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن ماجه ١٩٩ وابن أبي عاصم في «السنة» (٢١٩) من طريق صدقة بن خالد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن مندة في «التوحيد» (٥١١) والبغوي في «شرح السنة» (٨٨) من طريق الوليد بن مسلم قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد .... فذكره بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» (٧٧٣٨) وأحمد ٤ / ١٨٢ والآجري في «الشريعة» ص (٣١٧) وابن حبان ٩٤٣ والحاكم ٢ / ٢٨٩ وابن مندة ٥١١ من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي وقال البوصيري في الزوائد : إسناده صحيح ا ه.
ـ ومن وجه آخر ، أخرجه ابن مندة في «التوحيد» (٥١٢) من حديث النواس وقال : هذا إسناد متصل صحيح ا ه. وله شواهد انظر الحديث المتقدم برقم : ٢٨٦.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «توثيقا».
(٤) في العبارة تقديم وتأخير في المطبوع والمثبت عن المخطوط و ـ ط و «شرح السنة».
(٥) زيادة عن «شرح السنة».
(٦) زيد في المخطوط وحده «كثيرا ما».