(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢))
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) ،
[٢٣٥] أخبرنا أبو طاهر عمر بن عبد العزيز القاشاني أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي (١) أنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، أنا موسى بن إسماعيل أنا حماد هو ابن سلمة أنا ثابت البناني عن أنس بن مالك : أن اليهود كانت (١) إذا حاضت منهم المرأة أخرجوها من البيت ، ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ، ولم يجامعوها في البيت ، فسئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) الآية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شيء إلا النكاح» ، فقالت اليهود : وما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه ، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشير إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالا : يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا ، أفلا ننكحهن في المحيض فتمعّر (٢) وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٣) ، فبعث في آثارهما فسقاهما فعرفنا أنه لم يجد عليهما.
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) ، أي : عن الحيض ، وهو مصدر حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا ، كالسير والمسير ، وأصل الحيض الانفجار والسيلان ، وقوله : (قُلْ هُوَ أَذىً) ، أي : قذر ، والأذى كل ما يكره من كل شيء ، (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) ، أراد بالاعتزال ترك الوطء [لهن] ، (وَلا تَقْرَبُوهُنَ) ، أي : لا تجامعوهنّ ، أما الملامسة والمضاجعة معها فجائز.
[٢٣٦] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا
__________________
[٢٣٥] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ، أبو داود هو صاحب السنن ، ثابت البناني هو ابن أسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» بإثر ٣١٥ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود (٢٥٨ و ٢١٦٥) عن موسى بن إسماعيل بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٣٠٢ والترمذي ٢٩٧٧ والنسائي (١ / ١٥٢ و ١٨٧) وابن ماجه ٦٤٤ والطيالسي ٢٠٥٢ وأحمد (٣ / ٣١ و ٢٤٦) والدارمي (١ / ٢٤٥) وأبو عوانة في «صحيحه» (١ / ٣١١) وابن حبان ١٣٦٢ والبيهقي (١ / ٣١٣) من طرق عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد.
(١) وقع في الأصل «اللولوي».
[٢٣٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، قبيصة هو ابن عقبة السّوائي الكوفي ، وسفيان هو ابن سعيد الثوري ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وإبراهيم هو ابن يزيد بن قيس أبو عمران النخعي ، والأسود هو ابن يزيد النخعي ، وهذا إسناد كوفي جليل.
هو في «شرح السنة» ٣١٨ بهذا الإسناد.
وهو عند البخاري (٢٩٩ ـ ٣٠١) عن قبيصة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٩٣ وأبو داود ٢٦٨ والترمذي ١٣٢ والنسائي (١ / ١٨٩) وابن ماجه ٦٣٦ وعبد الرزاق ١٢٣٧
__________________
(١) في المطبوع وحده «كانوا».
(٢) في المطبوع «فتغير».
(٣) سقط من المخطوط.