[٢١٤] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا عبد الرحمن بن [أبي](١) شريح أخبرنا أبو القاسم البغوي أخبرنا علي بن الجعد ، أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة :
أن رجلا قال : يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال : «أفضل الجهاد من قال كلمة حق عند سلطان جائر».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ، قرأ أهل الحجاز والكسائي (السِّلْمِ) هاهنا بفتح السين ، وقرأ الباقون بكسرها ، وفي سورة الأنفال [(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)](١) بالكسر ، وقرأ أبو بكر والباقون بالفتح ، وفي سورة محمد صلىاللهعليهوسلم بالكسر ، حمزة وأبو بكر.
نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب ، عبد الله بن سلام النضيري وأصحابه ، وذلك أنهم كانوا يعظّمون السبت ويكرهون لحمات (٢) الإبل وألبانها بعد ما أسلموا وقالوا : يا رسول الله إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها في صلاتنا بالليل ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ، أي : في الإسلام ، قال مجاهد : في أحكام أهل الإسلام وأعمالهم كافة أي جميعا ، وقيل : ادخلوا في الإسلام إلى منتهى شرائعه كافّين عن المجاوزة إلى غيره ، وأصل السلم (٣) من الاستسلام (٤) والانقياد ، ولذلك قيل للصلح : سلم.
قال حذيفة بن اليمان في هذه الآية : الإسلام ثمانية أسهم ، فعدّ الصلاة والزّكاة والصوم والحجّ
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢١٤] ـ حديث حسن صحيح. إسناده لين لأجل أبي غالب ، واسمه حزور وثقه جماعة وضعفه آخرون. وباقي الأسناد ثقات ، حماد بن سلمة من رجال مسلم ، وعلي بن الجعد من رجال البخاري.
وهو في «شرح السنة» ٢٤٦٧ بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه ٤٠١٢ وأحمد (٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٦) والطبراني في «الكبير» (٨٠٨٠ و ٨٠٨١) وابن عدي في «الكامل» (٢ / ٤٥٥) والبيهقي في «الشعب» ٧٥٨١ والقضاعي في «مسند الشهاب» ١٢٨٨ من طرق عن حماد بن سلمة به.
ـ وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو داود ٤٣٤٤ والترمذي ٢٢٦٥ وابن ماجه ٤٠١١ وفيه عطية العوفي ضعيف ، قد حسنه الترمذي واستغربه.
ـ وقد توبع العوفي فقد أخرجه الحميدي ٧٥٢ وأحمد (٣ / ١٩ ـ ٦١) والحاكم (٤ / ٥٠٥ ـ ٥٠٦) من طريق علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد.
وعلي هذا غير قوي ، لكن يقوي ما قبله ، ولذا سكت الحاكم عليه ، فقال الذهبي : قلت : علي بن زيد صالح الحديث ا ه.
ـ وله شاهد آخر من حديث جابر أخرجه الحاكم (٢ / ١٢٠) وفيه : «سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر ، فأمره ونهاه ، فقتله» وقال الحاكم : صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله : الصفار لا يدري من هو ا ه. ومع ذلك فهو يشهد لما قبله وللحديث شواهد أخرى. انظر «مجمع الزوائد» (٧ / ٢٧٢).
ـ وله شاهد آخر من مرسل طارق بن شهاب أخرجه البيهقي ٧٥٨٢ وقال : وهذا شاهد مرسل جيد ا ه. فالحديث بهذه الشواهد يرقى إلى درجة الحسن الصحيح.
__________________
(١) زيادة عن نسخة ـ ط.
(٢) في المطبوع وحده «لحوم».
(٣) في المخطوط «الإسلام».
(٤) في المطبوع وحده «الإسلام».