المحسر (١) من المشعر الحرام ، وسمّي مشعرا من الشّعار ، وهي العلامة لأنه من معالم الحج ، وأصل الحرام من المنع ، فهو ممنوع [من](٢) أن يفعل فيه ما لم يؤذن فيه ، وسمّي المزدلفة جمعا لأنه يجمع فيه بين صلاتي (٣) المغرب والعشاء ، والإفاضة من عرفات تكون بعد غروب الشمس ، ومن جمع قبل طلوعها من يوم النحر ، قال طاوس : كان أهل الجاهلية يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس ، ومن المزدلفة بعد أن تطلع الشمس ، ويقولون : أشرق ثبير كيما نغير ، فأخّر الله هذه ، وقدم هذه.
[١٩٩] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب ، عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى عبد الله بن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول :
دفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب ، نزل فبال ثم توضأ فلم يسبغ الوضوء ، فقلت له : الصلاة يا رسول الله ، قال : فقال : «الصلاة أمامك» ، فركب فلما جاء المزدلفة ، نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلّى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت العشاء فصلّاها ولم يصل بينهما شيئا.
ع [٢٠٠] وقال جابر : دفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أتى المزدلفة فصلّى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يسبّح بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر ، فصلّى الفجر حين تبيّن له الصبح بأذان وإقامة ، ثم ركب [ناقته](٤) القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة ودعاه وكبّره وهلّله ووحّده ، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، ودفع قبل أن تطلع الشمس.
[م١٩٩] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا
__________________
[١٩٩] ـ إسناده صحيح. أبو إسحاق فمن دونه ثقات ، وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم. كريب هو ابن أبي مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٩٣٠ بهذا الإسناد.
ـ وفي «الموطأ» (١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١) من طريق موسى بن عقبة بهذا الإسناد.
ـ ومن طريق مالك أخرجه البخاري ١٣٩ و ١٦٧٢ و ١٢٨٠ وأبو داود ١٩٢٥ وأحمد (٥ / ٢٠٨) والطحاوي في «المعاني» (٢ / ٢١٤) وابن حبان ١٥٩٤ والبيهقي (٥ / ١٢٢).
ـ وأخرجه البخاري ١٨١ و ١٦٦٧ ومسلم ١٢٨٠ وأبو داود (١٩٢١ و ١٩٢٤) والنسائي (٥ / ٢٥٩) وابن ماجه ٣٠١٩ وأحمد (٥ / ١٩٩ / ٢٠٠ و ٢٠٢ و ٢١٠) والدارمي (٢ / ٥٧ و ٥٨) وابن خزيمة ٩٧٣ والطبراني في «الكبير» ٣٨٦ والبيهقي (٥ / ١١٩ و ١٢٠) من طرق من حديث أسامة بن زيد.
ع [٢٠٠] ـ هو بعض حديث جابر في صفة حجة النبي صلىاللهعليهوسلم وهو في «شرح السنة» ١٩٢٨. وهو عند مسلم ١٢١٨ وأبي داود ١٩٠٥ وابن ماجه ١٠٢٢.
[م ١٩٩] ـ إسناده صحيح على شرطهما ، زهير بن حرب هو أبو خيثمة النسائي ، جرير هو ابن حازم ، يونس هو ابن يزيد والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب.
ـ وهو عند البخاري (١٦٨٦ و ١٦٨٧) عن زهير بن حرب بهذا الإسناد وأخرجه البخاري (١٥٤٣ و ١٥٤٤) أيضا عن عبد الله بن محمد عن وهب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم (١٢٨٠ و ١٢٨١) من طريق كريب عن أسامة بن زيد وابن عباس. وأخرجه البغوي في «شرح السنة» ١٩٤٣ من طريق الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : أخبرني الفضل .... فذكره.
__________________
(١) في المطبوع «المجسر».
(٢) زيد من المخطوط.
(٣) في المطبوع «صلاة».
(٤) زيادة عن المخطوط.