ذكره : (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) ، أي : استقرّ أمر الحج على ما فعله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا اختلاف فيه من بعد.
ع [١٩٦] وذلك معنى قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض».
قال مجاهد : معناه ولا شك في الحجّ أنه في ذي الحجة ، فأبطل النسيء. قال أهل المعاني : ظاهر الآية نفي ، ومعناها : نهي ، أي : لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا ؛ كقوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ٢] ، أي : لا ترتابوا ، (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) ، أي : لا يخفى عليه فيجازيكم به. قوله تعالى : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) ، نزلت في ناس من أهل اليمن كانوا يخرجون إلى الحج بغير زاد ويقولون : نحن متوكّلون ، ويقولون : نحن نحج بيت الله فلا يطعمنا؟ فإذا قدموا مكة سألوا الناس ، وربما يفضي بهم الحال إلى النهب والغضب ، فقال الله جلّ ذكره : (وَتَزَوَّدُوا)(١) ، أي : ما تتبلغون به وتكفون به وجوهكم ، قال أهل التفسير : الكعك والزبيب (١) والسويق والتمر ونحوها ، (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) من السؤال والنهب ، (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) : يا ذوي العقول.
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨))
قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) ،
[١٩٧] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا علي بن عبد الله ، أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية ، فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها ، فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) في مواسم الحجّ ، قرأ ابن عباس كذا.
ع [١٩٨] وروي عن أبي أمامة التيمي قال : قلت لابن عمر : إنّا قوم نكري في هذا الوجه ، يعني : إلى
__________________
ع [١٩٦] ـ صحيح. هو بعض حديث أخرجه البخاري (٣١٩٧ و ٤٦٦٢) و (٥٥٥٠) ومسلم ١٦٧٩ وأبو داود ١٩٤٨ وابن ماجه ٢٣٣ وأحمد (٥ / ٣٧ و ٣٩ و ٤٩) وابن خزيمة ٢٩٥٢ وابن حبان ٥٩٧٤ والبيهقي (٥ / ١٤٠ و ١٦٥) والبغوي ١٩٦٥ من طرق عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة مرفوعا.
(١) صحيح. أخرجه البخاري ١٥٢٣ وأبو داود ١٧٣٠ والواحدي ١١٣ من حديث ابن عباس.
[١٩٧] ـ إسناده على شرط البخاري ، علي بن عبد الله هو المديني. سفيان هو ابن عيينة.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٠١٧ بهذا الإسناد.
ـ وفي «صحيح البخاري» ٢٠٩٨ عن علي بن عبد الله بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ١٧٧٠ و ٢٠٥٠ و ٤٥١٩ والواحدي ١١٦ والطبري (٣٧٨٢ و ٣٧٩٤) عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به.
ع [١٩٨] ـ أخرجه أبو داود ١٧٣٣ وأحمد (٢ / ١٥٥) والحاكم (١ / ٤٤٩) والطبري ٣٧٦٨ والواحدي ١١٥ من طرق عن أبي
__________________
(١) في المخطوط «الزيت».