ما نهي عنه المحرم في حال الإحرام من قتل الصيد وتقليم الأظفار وأخذ الأشعار وما أشبهها (١) ، وقال إبراهيم وعطاء ومجاهد : هو السباب.
ع [١٩٤] بدليل قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
وقال الضحاك : هو التنابز بالألقاب بدليل قوله تعالى : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) [الحجرات : ١١].
[١٩٥] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا آدم أخبرنا شعبة أخبرنا سيّار أبو الحكم ، قال :
سمعت أبا حازم يقول سمعت أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
قوله تعالى : (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) ، قال ابن مسعود وابن عباس : الجدال أن يماري صاحبه ويخاصمه حتى يغضبه ، وهو قول عمرو بن دينار وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وعطاء وقتادة ، وقال القاسم بن محمد : هو أن يقول بعضهم : الحجّ اليوم ويقول بعضهم : الحجّ غدا ، وقال القرظي (٢) : كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء : حجنا أتمّ من حجكم ، وقال هؤلاء : حجنا أتمّ من حجكم.
وقال مقاتل : هو أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لهم في حجّة الوداع وقد أحرموا بالحج : «اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلّد الهدي» ، قالوا : كيف نجعلها (٣) عمرة وقد سمّينا الحج؟ فهذا جدالهم (١).
وقال ابن زيد : كانوا يقفون مواقف مختلفة : كلهم يزعم أن موقفه موقف إبراهيم ، فكانوا يتجادلون (٤) فيه. وقيل : هو ما كان عليه أهل الجاهلية كان بعضهم يقف بعرفة وبعضهم بالمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وبعضهم يحج في ذي الحجّة ، فكل يقول : ما فعلته هو (٥) الصواب ، فقال جلّ
__________________
ع [١٩٤] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٤٨ و ٦٠٤٤ و ٧٠٧٦ ومسلم ٦٤ والترمذي ١٩٨٣ و ٢٦٣٥ والنسائي (٧ / ١٢٢) وابن ماجه ٦٩ والطيالسي ٢٤٨ و ٢٥٨ وأحمد (١ / ٣٨٥) و ٤١١ و ٤٥٤ والحميدي ١٠٤ وابن حبان ٥٩٣٩ وابن مندة ٦٥٤ و ٦٥٥ و ٦٥٦ والخطيب (٣ / ١٨٥) وأبو نعيم في «الحلية» (٥ / ٣٤) والبيهقي (٨ / ٢٠) من طرق عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
[١٩٥] ـ إسناده صحيح. آدم هو ابن أبي إياس العسقلاني ، تفرد عنه البخاري ، ومن دونه ثقات ، وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم. شعبة هو ابن الحجاج ، وسيار بن وردان العنزي. أبو حازم هو سلمة بن دينار.
وهو في «شرح السنة» ١٨٣٤ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ١٥٢١ و ١٨١٩ و ١٨٢٠ ومسلم ١٣٥٠ والترمذي ٨١١ والنسائي (٥ / ١١٤) وابن ماجه ١٨٨٩ وأحمد (٢ / ٤٨٤) والحميدي ١٠٠٤ وعبد الرزاق ٨٨٠٠ والطيالسي ٢٥١٩ والدارمي (٢ / ٣١) وابن خزيمة ٢٥١٤ وابن حبان ٣٦٩٤ والطبري ٣٧٢١ و ٣٧٢٢ والدار قطني (٢ / ٢٨٤) والبيهقي (٥ / ٢٦٢) وعلي بن الجعد في «مسنده» ٩٢٦ والبغوي ١٨٣٤ من طرق عن أبي حازم به.
(٤) المرفوع منه صحيح. ورد في أثناء حديث مطول ، وتقدم ١٨٢ ، وأما تفسير الآية فهو من كلام مقاتل وهو ذو مناكير.
__________________
(١) في نسخ المطبوع «أشبههما».
(٢) تحرف في المخطوط إلى «القرطبي».
(٣) في المطبوع «نجعله».
(٤) في المطبوع «يجادلون».
(٥) في المطبوع «فهو».