هي؟ فقال : «لا ، وأن تعتمروا خير لكم».
والقول الأول أصح ، ومعنى قوله : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ، أي : ابتدءوهما فإذا دخلتم فيهما فأتمّوهما فهو أمر بالإبداء والإتمام ، أي : أقيموهما ؛ كقوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة : ١٨٧] ، أي : ابتدءوه وأتمّوه.
[١٧٧] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني أخبرنا أبو جعفر الرياني (١) ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا ابن أبي شيبة ، أخبرنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عاصم ، عن شقيق عن عبد الله قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجّة (١) المبرورة جزاء إلا الجنّة».
وقال ابن عمر : ليس من خلق الله أحد إلا وعليه حجة وعمرة واجبتان إن استطاع إلى ذلك سبيلا ؛
__________________
حزم في «المحلى» (٧ / ٣٦) من طرق عن حجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر به. والحجاج بن أرطأة صدوق ، ولكنه كثير الخطأ والتدليس ، ولذا ضعفه غير واحد.
ـ وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
ـ قال النووي في «المجموع» (٧ / ٦) : ينبغي ألّا يغتر بكلام الترمذي في «تصحيحه» فقد اتفق الحفاظ على تضعيفه ا ه.
ـ وقال البيهقي : المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع ، وروي عن جابر مرفوعا بخلاف ذلك ، وكلاهما ضعيف ا ه.
وقال الحافظ : والحجاج ضعيف. وانظر كلام ابن حجر في «الفتح» (٣ / ٥٩٧) وذكره في «التلخيص» (٢ / ٢٢٦) باستيفاء وذكر له شواهد ونقل عن الشافعي قوله : ليس في العمرة شيء ثابت بأنها تطوع. وخلاصته كلام ابن حجر أنه حديث ضعيف ، ولا يصح من وجه من الوجوه ، وانظر تفسير الشوكاني ٣٠٢.
(١) في الأصل «الزياتي» والتصويب من «ط» ومن «شرح السنة» و «الأنساب».
[١٧٧] ـ حديث صحيح. إسناده حسن لأجل عاصم وهو ابن أبي النجود ، وباقي الإسناد ثقات ، أبو خالد الأحمر اسمه سليمان بن حيان. ابن أبي شيبة هو عبد الله بن محمد ، وشقيق هو ابن سلمة أبو وائل. وعبد الله هو ابن مسعود وللحديث شواهد تقويه.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٨٣٦ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٨١٠ والنسائي (٥ / ١١٥ ـ ١١٦) وأبو يعلى ٤٩٧٦ وابن أبي شيبة (ج ٤ / ك ١٢ / ح ١) وأحمد (١ / ٣٨٧) وابن خزيمة ٢٥١٢ وابن حبان ٣٦٩٣ والطبري ٣٩٥٦ والطبراني ١٠٤٠٦. وأبو نعيم في «الحلية» (٤ / ١١٠) من طرق عن أبي خالد الأحمر به.
وللحديث شواهد.
ـ منها ما أخرجه أحمد (١ / ٢٥) والحميدي ١٧ وأبو يعلى ١٩٨ وابن ماجه ٢٨٨٧ والطبري ٣٩٥٨ والبيهقي في «الشعب» ٤٠٩٥ من حديث عمر.
ـ وما أخرجه البزار ١١٤٧ من حديث جابر ، قال الهيثمي في «المجمع» ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ، ففي حديثه وهم قاله العقيلي ، ووثقه ابن حبان ا ه.
ـ ومنها ما أخرجه النسائي (٥ / ١١٥) والطبراني (١١١٩٦ و ١١٤٢٨) من حديث ابن عباس بإسناد صحيح.
ـ وما أخرجه عبد الرزاق ٨٧٩٦ وأحمد (٣ / ٤٤٦) و (٤٤٧) من حديث عامر بن ربيعة وفي إسناده عاصم بن عبيد الله ، وهو ضعيف.
الخلاصة : هذه الشواهد ترقى بحديث الباب من درجة الحسن إلى درجة الصحيح ، والله أعلم.
__________________
(١) في المطبوع «للحج المبرور» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».