كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلّل عليه ، فقال : ما هذا؟ قالوا : صائم (١) ، فقال : «ليس من البرّ الصوم في السفر».
والدليل على جواز الصوم ما :
[١٤١] حدّثنا الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أخبرنا أبو نعيم الأسفرايني ، أخبرنا أبو عوانة أخبرنا أبو أمية أخبرنا عبيد (١) الله القواريري ، أخبرنا حماد بن زيد أخبرنا الجريري (٢) ، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال :
كنّا نسافر مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في رمضان ، فمنّا الصائم ومنّا المفطر ، فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
واختلفوا في أفضل الأمرين ، فقالت طائفة : الفطر في السفر أفضل من الصوم ، روي ذلك عن ابن عمر وإليه ذهب سعيد بن المسيب والشعبي ، وذهب قوم إلى أن الصوم أفضل ، وروي ذلك عن معاذ بن جبل وأنس ، وبه قال إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ، وقالت طائفة : أفضل الأمرين أيسرهما عليه ؛ لقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، وهو قول مجاهد وقتادة وعمر بن عبد العزيز. ومن أصبح مقيما صائما ثم سافر في أثناء النهار لا يجوز له أن يفطر ذلك اليوم عند أكثر أهل العلم ، وقالت طائفة : له أن يفطر ، وهو [قول الشعبي وبه قال أحمد ، أمّا المسافر إذا أصبح صائما فيجوز له أن يفطر](٢) بالاتفاق ، والدليل عليه ما :
[١٤٢] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أخبرنا أبو العباس
__________________
وابن أبي شيبة (٣ / ١٤) والدارمي (٢ / ٩) وابن خزيمة ٢٠١٧ وابن حبان ٣٥٥٢ وابن الجارود ٣٩٩ والطحاوي (٢ / ٦٢) والبيهقي (٤ / ٢٤٢ و ٢٤٣) من طرق عن شعبة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي (٤ / ١٧٦) والطحاوي (٢ / ٦٢ ـ ٦٣) وابن حبان ٣٥٥ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر به.
ـ وأخرجه ابن ماجه ١٦٦٥ وابن حبان ٣٥٤٨ والطحاوي (٢ / ٦٣) والطبراني ١٣٣٨٧ و ١٣٤٠٣ من حديث ابن عمر وقال البوصيري في الزوائد : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ا ه.
[١٤١] ـ صحيح. أبو أمية صدوق ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، محمد بن إبراهيم ، عبيد الله القواريري هو ابن عمر. الجريري هو سعيد بن إياس ، أبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قطعة.
وهو في «شرح السنة» ١٧٥٦ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ١١١٦ ح ٩٦ والنسائي (٤ / ١٨٨) وأحمد (٣ / ١٢) وابن خزيمة ٢٠٣٠ والبيهقي (٤ / ٢٤٥) من طرق عن الجريري بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١١١٦ ح ٦٥ والترمذي ٧١٢ والنسائي (٤ / ١٨٨) و (١٨٩) وأحمد (٣ / ٥٠) وابن أبي شيبة (٣ / ١٧) وابن خزيمة ٣٠٢٩ والبيهقي (٤ / ٢٤٤) من طرق عن أبي نضرة به.
ـ وأخرجه مسلم ١١١٦ والطيالسي ٢١٥٧ وابن أبي شيبة (٣ / ١٧) وأحمد (٣ / ٤٥ و ٧٤) وابن حبان ٣٥٦٢ والطحاوي (٢ / ٦٨) من طرق عن قتادة عن أبي نضرة به.
(٢) وقع في الأصل «عبد» والمثبت هو الصواب.
(٣) وقع في الأصل «الحريري» والتصويب من كتب التخريج والتراجم.
[١٤٢] ـ إسناده صحيح ، رجاله ثقات. محمد هو ابن علي بن الحسين رضي الله عنهم.
__________________
(١) في المطبوع وحده «هذا صائم».
(٢) سقط من المخطوط.