الأصم ، أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي ، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن (١) جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جابر : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج إلى مكّة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم (١) ، فصام الناس معه فقيل له : يا رسول الله إن الناس قد شقّ عليهم الصيام ، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فأفطر بعض الناس ، وصام بعض (٢) ، فبلغه أن أناسا صاموا فقال : «أولئك العصاة».
واختلفوا في السفر الذي يبيح الفطر ، فقال قوم : مسيرة يوم ، وذهب جماعة إلى مسيرة يومين ، وهو قول الشافعي رحمهالله ، وذهب جماعة إلى مسيرة ثلاثة أيام ، وهو قول سفيان الثوري وأصحاب الرأي. قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) ، بإباحة الفطر في المرض والسفر ، (وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، قرأ أبو جعفر «العسر واليسر» ونحوهما بضم السين ، وقرأ الآخرون بالسكون ، وقال الشعبي : ما خيّر رجل بين أمرين فاختار أيسرهما إلّا كان ذلك أحبهما (٣) إلى الله عزوجل ، (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) ، قرأ أبو بكر بتشديد الميم ، وقرأ الآخرون بالتخفيف ، وهو الاختيار ؛ لقوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة : ٣] ، والواو في قوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُوا) واو النّسق واللام لام كي ، تقديره : ويريد لكي تكملوا العدة ، أي : لتكملوا عدد (٤) أيام الشهر بقضاء ما أفطرتم في مرضكم وسفركم ، وقال [عطاء](٥) : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) ، أي : عدد(٦) أيام الشهر.
[١٤٣] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، أخبرنا أبو العباس الأصم أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر :
أن رسول الله قال : «الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه ، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين».
__________________
ـ هو في «شرح السنة» ١٧٦١ بهذا الإسناد.
رواه المصنف من طريق الشافعي ، وهو في «مسنده» (١ / ٢٦٨ و ٢٦٩ ـ ٢٧٠) عن عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ١١١٤ ح ٩١ والترمذي ٧١٠ والنسائي (٤ / ١٧٧) والبيهقي (٤ / ٢٤١ ـ ٢٤٦) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١١١٤ والطيالسي ١٦٦٧ والشافعي (١ / ٢٧٠) والنسائي (٤ / ١٧٧) والحميدي ١٢٨٩ وابن خزيمة ٢٠١٩ و ٢٥٣٧ وابن حبان ٢٧٠٦ و ٣٥٤٩ والطحاوي (٢ / ٦٥) والبيهقي (٥ / ٢٥٦) من طرق من حديث جابر.
(١) وقع في الأصل «بن» والتصويب من كتب التخريج.
[١٤٣] ـ صحيح. الشافعي ثقة إمام ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
وأخرجه البخاري ١٩٠٧ ومالك (١ / ٢٨٦) والشافعي (١ / ٢٧٢) والبيهقي (٤ / ٢٠٥) من طريق مالك عن عبد الله بن دينار به.
ـ وأخرجه البخاري ١٩٠٠ و ١٩٠٦ ومسلم ١٠٨٠ وأبو داود ٢٣٢٠ والنسائي (٤ / ١٣٤) وابن ماجه ١٦٥٤ ومالك (١ / ٢٨٦) وعبد الرزاق ٧٣٠٧ والشافعي (١ / ٢٧٤) وأحمد (٢ / ١٣) و ٦٣ و ١٤٥ وابن حبان ٣٥٩٣ و ٣٥٩٧ والدارقطني (٢ / ١٦١) والبغوي في «شرح السنة» ١٧٠٨ والبيهقي (٤ / ٢٠٤) من طرق من حديث ابن عمر.
__________________
(١) تحرف في المخطوط إلى «الغنم».
(٢) في المطبوع «بعضهم».
(٣) في المخطوط «أحب».
(٤) في المطبوع «عدة».
(٥) سقط من المطبوع.