قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ) : حلالات (ما رَزَقْناكُمْ).
[١٢١] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو محمد (١) عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت ، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أيها الناس إنّ الله طيب [و](١) لا يقبل إلّا الطيب ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [المؤمنون : ٥١] ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) ، ثم ذكر الرجل يطيل (١) السفر [أشعث أغبر](١) يمدّ يديه (٢) إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك».
(وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) : على نعمه ، (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ، ثم بيّن المحرّمات فقال :
(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٧٣))
(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) ، قرأ أبو جعفر (الْمَيْتَةَ) كل القرآن بالتشديد ، والباقون يشدّدون البعض ، والميتة : كل ما لم تدرك ذكاته ممّا يذبح ، (وَالدَّمَ) ، أراد به الدم الجاري ، يدلّ عليه قوله تعالى : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) ، واستثنى الشرع من الميتة السمك والجراد ، ومن الدم الكبد والطحال فأحلها.
[١٢٢] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أخبرنا أبو العباس
__________________
(١) زيد في الأصل [و] بين «أبو محمد» و «عبد الرحمن» والتصويب من «ط» ومن «شرح السنة».
[١٢١] ـ إسناده صحيح ، علي بن الجعد روى له البخاري ، وفضيل بن مرزوق روى له مسلم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم. أبو حازم اسمه سلمة بن دينار.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٠٢١ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٠١٥ والترمذي ٢٩٨٩ وأحمد (٢ / ٣٢٨) و (٤٠٠) من طريق فضيل بن مرزوق بهذا الإسناد.
[١٢٢] ـ اللفظ المرفوع ضعيف والصواب موقوف ، لكن له حكم الرفع. إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، فإنه ليس بشيء ، لكن لم ينفرد به ، فقد تابعه غير واحد.
وهو في «شرح السنة» ٢٨٩٧ بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في «مسنده» (٢ / ١٧٣) وعبد بن حميد في «المنتخب» (٢٨٠) وأحمد (٢ / ٩٧) وابن ماجه ٣٣١٤ وابن حبان في «المجروحين» (٢ / ٥٨) وابن عدي (٤ / ٢٧١) والبيهقي (٩ / ٢٥٧) كلهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا ، وإسناده ضعيف ، لضعف عبد الرحمن ، وبه أعله ابن عدي وابن حبان وغيرهما ، ولم ينفرد به ، فقد تابعه أخوه عبد الله بن زيد ...
ـ أخرجه الدارقطني (٤ / ٣٧١ ـ ٣٧٢) وعبد الله أحسن حالا من أخيه وهو صدوق ، وفيه لين كما في «التقريب» وقد ضعفه قوم ، ووثقه آخرون ، وتابعهما أسامة بن زيد عند ابن عدي (١ / ٣٩٧) وأسامة ضعيف ، وتابعهم سليمان بن بلال عند ابن عدي (٤ / ١٨٦) وقال ابن أبي حاتم في «العلل» : (٢ / ١٧ / ١٥٢٤) : سئل أبو زرعة عن حديث رواه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم «أحلت .....» ورواه عبد الله بن نافع الصباح عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ورواه القعنبي عن أسامة وعبد الله ابني زيد عن أبيهما عن ابن عمر
__________________
(١) ما بين المعقوفتين من المخطوط و «شرح السنة» عقب لفظ «يا رب» والمثبت عن المطبوع وصحيح مسلم وباقي كتب الحديث.
(٢) في المطبوع و «شرح السنة» «يده» والمثبت عن المخطوط وكتب الحديث.