مذمومان في الدين.
[٩٣] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو معشر إبراهيم بن محمد بن الحسين الوراق ، أنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن يحيى ، أنا أبو الصلت أنا حماد بن زيد أنا علي بن زيد عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما بعد العصر ، فما ترك شيئا إلى يوم القيامة إلا ذكره في مقامه ذلك ، حتى إذا كانت الشمس على رءوس النخل وأطراف الحيطان (١) ، قال : «إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا ، ألا وإن هذه الأمة توفي سبعين أمة هي آخرها وأخيرها وأكرمها على الله تعالى» ، قوله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) ، يوم القيامة أن الرسل قد بلغتهم ، قال ابن جريج : قلت لعطاء : ما معنى قوله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)؟ قال : أمة محمد صلىاللهعليهوسلم شهداء على من يترك الحق من الناس أجمعين ، (وَيَكُونَ الرَّسُولُ) : محمد صلىاللهعليهوسلم (عَلَيْكُمْ شَهِيداً) : معدّلا مزكيا لكم ، وذلك أن الله تعالى يجمع الأوّلين والآخرين في صعيد واحد ، ثم يقول لكفار الأمم الماضية : ألم يأتكم نذير؟ فينكرون ويقولون : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، فيسأل الله الأنبياء عليهمالسلام عن ذلك فيقولون : كذبوا قد بلّغناهم ، فيسألهم (١) البينة ـ وهو أعلم بهم إقامة للحجة ـ فيؤتى بأمة محمد صلىاللهعليهوسلم فيشهدون لهم أنهم بلغوا فتقول الأمم الماضية من أين علموا [ذلك و](٢) إنما أتوا بعدنا؟ فيسأل هذه الأمة فيقولون : أرسلت إلينا رسولا وأنزلت عليه كتابا أخبرتنا فيه بتبليغ الرسل وأنت صادق فيما أخبرت ، ثم يؤتى بمحمد صلىاللهعليهوسلم فيسأل عن حال أمته فيزكيهم ويشهد بصدقهم.
[٩٤] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل [البخاري] ، أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو أسامة حدثنا الأعمش : أخبرنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم يا رب ، فيسأل أمته هل بلّغكم؟ فيقولون : ما جاءنا من نذير ، فيقال : من شهودك؟ فيقول : محمد وأمّته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فيجاء بكم فتشهدون» ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا
__________________
[٩٣] ـ إسناده ضعيف لضعف أبي الصلت وعلي بن زيد. أبو الصلت هو عبد السلام بن صالح الهروي. أبو نضرة هو منذر بن مالك. وصدره إلى قوله : «في مقامه ذلك» محفوظ حيث أخرجه البخاري ٦٦٠٤ ومسلم ٢٨٩١ وغيرهما من حديث حذيفة ، وله شواهد أخرى راجع الإحسان (١٥ / ٦ ـ ٧ ـ ٨) بتحقيق الشيخ شعيب الأرناءوط ، وأما أثناؤه ، فله شواهد ستأتي في موضعها إن شاء الله ، وأما عجزه ، فسيأتي تخريجه برقم ٤٢٨ وهو هناك بالإسناد المذكور هاهنا ، ولعجزه شاهد أيضا من حديث معاوية بن حيدة وهو الآتي برقم ٤٢٧ ، والله تعالى أعلم.
(١) الحائط : البستان.
[٩٤] ـ إسناده صحيح ، محمد بن إسماعيل هو البخاري إمام فن علم الحديث. أبو أسامة اسمه حماد بن أسامة ، مشهور بكنيته ، الأعمش هو سليمان بن مهران ، أبو صالح اسمه ذكوان.
خرّجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٧٣٤٩ عن إسحاق بن منصور بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٣٣٩ و ٤٤٨٧ و ٧٣٤٩ والترمذي بإثر ٢٩٦١ وابن ماجه ٤٢٨٤ وأحمد (٣ / ٥٨) وابن حبان ٧٢١٦ والطبري ٢١٦٥ و ٢١٦٦ مختصرا ومطوّلا كلهم من حديث أبي سعيد الخدري.
__________________
(١) في المطبوع وحده «فيسأل».
(٢) ما بين المعقوفتين في المطبوع «أو».