وإذا كان غير متكثر ، ولا جائز أن يكون كذلك ، وجب أن يكون شيئا لا يكون من ذاته ما لا يشبه شيئا منها ، بل محضا كلا فردا واحدا أحدا من جهة وجوده عن المتعالي سبحانه.
ولمّا كان الموجود الأول فردا أحدا على ما تقدم الكلام عليه لم يجز أن يكون الموجود عن هذا الفرد الأحد الموجود أولا (١) فردا واحدا بكون هذا الموجود الأول شاغلا مرتبة الواحدية فسبقه في الوجود إليها ، وكونها له حقّا.
ولمّا لم يجز (٢) كان الموجود (٣) عن الفرد الأحد الواحد زوجا الذي هو مرتبة ما يوجد بعد الفرد مقابلا لما عليه ذاته من النسبة التي لها بالإضافات (٤) لا بالذات على ما بينا فيما سبق ، فبذلك يصح بأن العلّة في وجود ما وجد عن المبدع الذي هو الموجود الأول لا من جنس واحد سبحانية المتعالي سبحانه عن مرتبة الواحدية والأحدية التي هي آية اختراعه ، وخلوصها للموجود الأول بالإبداع الذي يوجب بكونه بأن يكون ما يوجد عنه لا من جنس واحد فيكون واحدا ، بل من جنسين متغايرين (٥) بالذات ليكون اثنين بحسب النسبتين اللتين هما يختصان بعلتهما على ما قدمنا القول والكلام في بابه (٦).
ولو كان الموجود عن المبدع الذي هو الموجود الأول واحدا ،
__________________
(١) سقطت في ج : والعبارة مأخوذة من راحة العقل المشرع الرابع من السور الرابع.
(٢) ذلك كان : في ج. وهي غير موجودة في النص المأخوذ من راحة العقل.
(٣) الموجود : الموجود الأول في ج وط.
(٤) بالإضافات : بالإضافة في ج وط.
(٥) متغايرين : متغايرات في ج.
(٦) في النص المنقول عن راحة العقل بابهما. سقطت القول في ج وط.