تارة بالإضافة إلى ما فوقه متأخرا ، أو تارة بالإضافة إلى ما هو دونه قديما كالعقل الثاني. وتقدم هذه الأشياء وتأخرها لا تقدم زماني (١) بل في الرتبة ، وكلّها واقعة تحت اختراع الذي لا تلحقه الأوهام ، ولا تنبئ عنه الأقلام ، تعالى الله ، وتكبر عما يقول الظالمون علوّا كبيرا.
وهذا الفصل بين أن اسم القدم ، واقع (٢) على هذا الأول ، لكونه موجودا وشيئا تقدمه ، فاستحق اسم القدم بتقدمه على هذا الشيء الذي تأخر عمّا تقدم إليه هذا المتقدم ، ونفى عن الله تعالى الباري اسم القدم ، إذ كان ولا شيء ، فقد أسفر معنى الكلام فيما ذكرناه.
وقال أيضا مصرحا مفصحا في بعض رسائله : فلا يقال على المتعالي ما يقال على الأمر الذي هو أول موجود عنه أنّه فاعل (٣) ، ولا أمر ولا مبدع ، بل نقول على سبيل الافهام وهو أدق ما في إمكان العقل إثباته ، من إنية غير موصوفة خارجة «عن ذاته هو فقط إذا كان لفظ هو منه دالّا على ما كان خارجا عن ذاته ولفظ هو وإن كان واقعا على المبدعات بإشارة بعضها به إلى بعض مما هو خارج عنه من أسباب وجوده أو غيره فليس» (٤) للناطق بد عند النطق من استعادته واستعماله ، فهو الذي يوجد
__________________
(١) ومن المحال حسب المفهوم العرفاني الاسماعيلي أن يتقدم الثاني في الشرف على الأول ، والذي أشار إليه المؤلف ، من صفات ما يكون متأخر الوجود الذي يحتاج في خروجه إلى الفعل ، وإلى ما هو قائم بالفعل ، فالعقل الأول عقل بالفعل ، وكذلك الثاني ، وما يتبعه مما هو مفارق للمواد من العقول ، ولا يجوز اعتقاد ما يلزم موجودا من دار الطبيعة ، ويختص بها فيما هو خارج عنها من الحدود العالية.
(٢) واقع : وانه واقع في ج وط.
(٣) في ج وط أضاف الناسخ إلى الأصل : واقعا على المبدعات بإشارة بعضها به على بعض مما هو خارج عنه من أسباب لفظة هو منه دالا على ما كان خارجا عن ذاته ولفظ هو وإن كان إثباته من انية محضة غير موصوفة خارجة عن ذاته أنه فقط إذا كان.
(٤) سقطت الأسطر الموضوعة داخل قوسين من ج وط.