من ليس ، والخلق
من أيس ، تباركت قدرته ، وجلت عظمته ، فلا يعلم إلّا من حجابه ، ولا يؤتى إلّا من
بابه ، ولا يطاع إلّا من أسبابه ؛ فهذا ما جاء عنه. فحجابه هو المبدع الأول ،
وبابه النهاية الثانية في عالم الدين ، وأسبابه الدعاة إليه في كل عصر وزمان.
وهذه البراهين
الأربعة :
الأول منها عن
حميد الدين ، والثاني منها ما جاء به التنزيل المبين ، والثالث منها عن الشخص
الفاضل صاحب الرسائل ، والرابع عن الداعي المؤتمن جعفر بن منصور اليمن نضر الله
وجوههم جميعا ، ورزقنا شفاعتهم. وذلك أنّه لمّا فطن ذلك الحد الجليل لما هنالك في
الابتداء الأول ، وشهد لمبدعه بالإلهية ، كان ذلك أصل التوحيد ، وحقيقة التجريد
ومعنى التنزيه ، واس العبادة في التقديس والتسبيح والتمجيد ، وهو الفعل الذي أشير
إليه بقيامه به ، ووسم به ، وأضيف خاصا إليه ، وهو أيضا كماله الثاني ، الذي رمز به
حميد الدين ، وهو الوحدة بذاته الأولة الحاملة ، وهو في ذاته فرد محض ، ومزدوج بالكمالين ، وكان
المتكثر بذلك «بالأسماء والصفات
__________________