المتناهية بالشرف والجلال وبذلك» (١) ، ثبت أن فعله هذا عن ذاته بذاته ، في ذاته ؛ لا بقصد عن مبدعه بقضية العدل وموجب الحكمة ، لا الاختصاص بغير علم ولا عمل ، ولا سابقة استحقاق جور ، فلمّا تم فعله ، وقبلت شهادته ، التي لم يسبقه بها أحد من أبناء جنسه ، ووقع حينئذ به الاختصاص والاتحاد (٢) ، فأشرق نوره ، وبان ظهوره ، وترادف سروره ، ووقع عليه اسم الإلهية من حيث ولهه في مبدعه ، وحيرته في كيفية إبداعه ، وأيضا بوله (٣) من دونه في جلالته ، فوجب له اسم السبق بسبقه إلى التوحيد المحض ، واستحق اسم الأحدية والواحدية ، بتوحيده بالأولية ؛ وسمي بالكلمة (٤) ، لنطقه بكلمة الإخلاص دون غيره ، ووجب له اسم الأمر ، لما تم وكمل في عبادة مبدعه ، فصار بذلك أمره الأول (٥) ووجب أن يكون مشيئة ، وقدرة ، وإرادة ، في ذاته بذاته ، لما نظر وقدر ، وفكر وأقر بالحق الأنور ، وسمي حقّا باستحقاقه للفضل والعطاء والجزل ، وسمي موجودا بتصوره لما يبقيه ويؤزله (٦) ، وسمي كاملا وتاما بكماله ، بما هو حياة العالم ، وكمالهم وتمامهم بسببه ؛ وسمي عاقلا وعقلا معقولا ، لعقله ذاته عن فكرة سابقة إلى غير ما فكر فيه ، وفطن به ، وعالما لعلمه بما هو العلم كلّه ، والعمل
__________________
(١) سقطت الكلمات الموضوعة داخل قوسين من ج وط.
(٢) يعتقد الإسماعيلية بأن الكلمة هي العلة الأولى لظهور السابق ، فمتى ظهر السابق ، اتحدت به ، فصارت كهوية السابق ، وهي التي تفرد بها السابق ، ولم يفضها على معلوله الذي هو التالي.
(٣) بوله : بعده ج وط.
(٤) الكلمة تعني بالعرفان الإسماعيلي أمر الله الذي عبر عنه بالحرفين (كن) ليعلم أنه علة جميع من يوجد فيه قيام الزوجية ، فليس شيء إلا والزوجية فيه موجودة ، لذلك فلا شيء خارج من أن يكون الأمر علته. وهذه الكلمة من جهة الأشخاص الطبيعية بلغت إلى الأساسين اللذين أحدهما صاحب التأليف والحركة ، والآخر صاحب التأويل والسكون أي الناطق والإمام.
(٥) الأول : الأولي ج.
(٦) ويؤزله : يؤن له في ج وط.