القيم بجميع ما جاء به على ما تركه (١) ، ومن كون تمامية دوره بأتماء سبعة ، وقيام كل منهم بنص من تقدمه صاعدا إلى الأساس (٢). وفعل كل منهم في ركن من أركان الدين ، ودعائم الإسلام (٣) التي جاء بها الناطق لظهور الحكم والمعارف المضمنة تحته ، على أن الموجود عن العقل الأول ، والمنبعث الأول ، عقول سبعة ، كل واحد منهم عن الآخر صاعدا إلى المنبعث الأول ؛ وأن نور كل منهم ساطع سار فيما وجد عن الأول ، من الهيولى والصورة.
فقد أوجب في هذا الفصل أن كل عقل من هذه العقول المنبعثة ، واحدا بعد واحد ، إلى المنبعث الأول.
ثم جاء في الكتاب بعينه بفصل ينافي فيه هذا الفصل ، إذ لم يكن هنالك معنى يؤيد القول عليهما ، ويصحح كل واحد منهم بحقيقته (٤) وعلى جهته. وإلّا كانت الفائدة ضائعة ، وحاشا لذلك الحد الشريف أن يقول بما ليس له معنى يشده ويعضده. وهو قوله نضر الله وجهه : ودار الإبداع والانبعاث لا عائق فيها ، لخلوها من المواد (٥) التي تعوقها وتجردها عنها ، وكونها صورة
__________________
(١) كون الوصي أو الأساس أساسا بالناطق التام في الذات والفعل الذي به وجوده وإليه معاده ، والناطق أصلا في عالم الشرع والوضع إليه ينتهي الكل من الحدود وليس فوقه إلا من أبدعه وعن الناطق وجد الكتاب والأساس. القيم : القائم في ج.
(٢) يقصد أساس الدور الجديد الذي يلي الإمام الذي أتم الدور السابق ونصب أساس الدور اللاحق.
(٣) من الأمور الشرعية والوضعية التكليفية.
(٤) يريد بوجودهم في الصنعة الإلهية بالموازنة لوجودهم في الصنعة النبوية ومطابق لها. وإذا حللنا الشريعة الجامعة لأركانها ومعالمها والحدود القائمين بها إلى ما منه وجد الكل وجدناها منحلة إلى شيئين علومها وأعمالها ، أو بالأحرى الكتاب بما عليه صيغته من الإعجاز بالموازنة مع ما انحل إليه العالم بأركانه وأفلاكه وكواكبه من الهيولى التي هي وصورتها شيء واحد. والآخر الأساس القائم بحفظ الكتاب الذي منه كانت الشريعة وهو كالمادة له يعمل فيه ويستخرج مكنون علمه ويبسطه ويؤيد الشريعة وينصرها.
(٥) المواد : المراد ط. قلت : وهي خالية من المواد لأنها جوهر.