ثم تستخرج باقي تلك الزبدة ، التي هي الريحية ، فتخرق الحجب إلى القمر ، وتسلم تلك الجملة إلى الشمس يوم الاجتماع ، والشمس تحفظ كل ما صعد إليها ، من جميع كل جسم ينتقل صاحبه ، جسما بعد جسم لأنها المجمع الطبيعي ، والباب الجسماني ، وعلى ذلك فإن اللطائف تتوارد إلى باب (١) المقام ، لطيفا بعد لطيف ، وتلك الآثارات تتوارد إلى الشمس ، من كثيف بعد كثيف.
فإذا آن الوقت لولادة الإمام عليهالسلام ليخلف المقام الأول ، إذا تم التمام ، دفعت الشمس ما اجتمع إليها ، وقد صارت جملة واحدة قابلة للانفعال ، أعضاء جسدانية نامية حية ، إلى الزهرة ؛ ثم إلى عطارد ، ثم إلى القمر ، ثم تدفعه سعود هذه الكواكب السعيدة إلى قرار حفيظ في شيء من الفواكه ، فيكون وقوعه عليه مثل وقوع (٢) الطل ، فينشفه ، وسبب الله تعالى ذلك للمقام الكريم عليهالسلام ، صاحب ذلك العصر والأوان ، فيغتذي به غلافه الجسداني ، وبعض من قد علم الله من أزواجه ، مستحقا لذلك.
ثم تكوّن الجملة ولدا تاما ، كاملا تاما طاهرا ، شريفا في الساعة التي يغتذي بتلك الجملة والده ، وتظهر له الإشارة ، وهو التجلي به ، وظهور النور به ، فيشير به من ساعته ، ويشير إليه. وهذا القول هو سر الإمامة ، والمشيئة ؛ وصار ذلك المولود جسمه حيا ، جوهريا ، مضيئا ، يتشكل بالأشكال ، والألوان ، ويتراءى بالصفات المختلفة ، ويكون ولي عهد الإمامة ، الذي يظهر به الظاهر به العجز والقدرة وقتا بعد وقت ، ويظهر به أيضا المعجز والضعف ، لأن لا يقال فيه بالإلهية ، وهو الملك المقرب ، الموكول
__________________
(١) باب : الباب في ج وط.
(٢) وقوع : سقطت في ج وط.