إليه أمر العالم الدينيّ الذي به تتعلّق الأنفس ، وبه تستمد في دار الحس ، وهو بجسمه المشار إليه باسم الغلاف ، يشاهد أن لكل فاكهة طيبة غلافا ، مثل الجوز ، والموز ، واللوز ، والتين ، والنارنجيل ، وأمثالها. فهذه غلافات طبيعية ، وجواهرها ، ولبابها ، نفوس حية ، عالمة قادرة ؛ التي هي معنى الغلاف ، وزبدته المستخرجة من تلك الفضلات ، وهذا الغلاف أيضا يسمى كافوريا «ضوء صوريا» (١) حسا كله ، سمعا كله ، بصرا كله ، شما كله ، نطقا كله ، لمسا كله ، تخيلا كله ، فطنة كله ، فكرة كله ، وهما كله ، تمييزا كله ، حفظا كله.
وبرهان ذلك ما روي (٢) أن عيسى صلىاللهعليهوسلم ظهر من قبره بعد ثلاثة أيام ، وظهر لتلامذته في جبل الزيتون ثلاثة أيام. وما رواه جعفر بن منصور اليمن : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أقام بقبره سوى ثلاثة أيام. وما روى في أن إسماعيل بن جعفر عليهالسلام (٣) ظهر بالبصرة بعد ثلاثة أيام من قبره. إنّه وذلك الغلاف كما قدمنا ذكره إذا ولد ، ووفت له سني التربية ، انتقل الباب الذي هو مجمع الصور اللطيفة الروحانية ،
__________________
(١) ضوء صوريا : سقطت في ج وط.
(٢) ما روي : سقطت في ج وط.
(٣) إسماعيل بن جعفر الصادق ع. م : تنسب إليه الفرقة الإسماعيلية وتدور حول إمامته أحاديث وقصص وأساطير لا يمكننا الإتيان عليها في هذا المجال. ولد سنة ١١٠ هجرية في المدينة المنورة وهو الابن الأكبر للإمام جعفر وصاحب النص الإمامي والقائم فيه في حياة أبيه عند ما كان له من العمر خمس وثلاثون سنة ، وبعد وفاة جعفر سنة ١٤٨ ه انقسمت شيعته إلى فريقين : فريق نادى بأفضلية إسماعيل لمركز الإمامة لأنه صاحب النص والنص حسب المفهوم الشيعي لا يعود القهقرى ، وفريق اعتبر الإمام موسى الكاظم الابن الأصغر للإمام جعفر إماما وأبنائه من بعده ، وتعرف هذه الفرقة بالاثنى عشرية. والتاريخ يذكر بأن إسماعيل توفي سنة ١٤٥ ه ، ولكن النصوص الإسماعيلية التاريخية تنفي بشدة هذا الزعم وتذهب إلى أن إسماعيل لم يمت في ذلك التاريخ ولكن أعلن موته تقية عليه وعاش متخفيا حتى سنة ١٥٨ ه.