لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (١). وقول سيدنا حميد الدين من الرسالة الوضيئة (٢) من رسائله في صورة أقسام الموجودات في الدائرة نضر الله وجهه : والعرض ينقسم إلى الجسماني ، وإلى النفساني ، والجسماني ينقسم إلى المقوم ، مثل : الطول ، والعرض ، والعمق ؛ وإلى المتمم مثل الألوان والأشكال ؛ والنفساني ينقسم إلى المقوم ، مثل : العلم ، والحياة ، والقدرة ، المقوم لذات ما كان عقلا ونفسا ، والمتمم مثل الصورة. فقد صح وثبت أن العلم حياة العقول ، والنفوس. والصورة هي القيام بالفعل ، والصورة هي الكمال الثاني. إذا قد صار الإنسان بالغا في الحقيقة ، تطرقه مادة التأييد ، في انقداح جميع ما يدور في خلده ، وينفتح له من التصور ، ما لا ينفتح لغيره ، ويجيب عما يربح على غيره ، فصورته حينئذ قد قامت بالفعل.
قال الشخص الفاضل الكامل صاحب الرسائل : اعلم أن العلم الذي به الوصول إلى الإقرار بأن الله سبحانه واحد ، وأن العقل محدث مبدع مخلوق ، وأن له خالقا ، وأنّه محتاج إلى وجود مبدعه ، وأنّه قابل الأمر ، مطيع لباريه ، خائف منه ، مجتهد في عبادته ، وأن النفس دون العقل بالرتبة والمنزلة ، وأن الكلمة متحدة بالعقل الأول ، وأنّه مفيض الجود على النفس ، وما يتفرع من هذه الأصول ، ومن هذا القول والبرهان ، يدل على أنّه جوهر ، وأن النفس ساكنة إليه ، مطمئنة به ، وإن المخبر بذلك عن العقل والنفس ، أنهما مخلوقان ، محدثان ، مربوبان ، بالقوة الناموسية المؤيدة بكلمة الله تعالى إذ كان لا يخبر بحقيقة الشيء بالإحاطة به والقدرة عليه خالقه وباريه المطلع عليه ، الذي لا يخفى عنه من خلقه صغيرة ولا كبيرة ، إلّا أحصاها.
__________________
(١) سورة ٨ / ٢٤.
(٢) الرسالة الوضيئة للداعي أحمد حميد الدين الكرماني ورقة ٤٨ مخطوطة.