والأجرام ، وقد جاوزت الصور المعكوسة ، والمنكوسة والموكوسة ، والمركوسة.
فلما صعدت إلى الكمال الأول وتطهرت بالقدس والنور من دنس الخطيئة ، وتدرجت في عالم اللطافة ، إلى أن بلغت النهاية ، فوقفت عند الغاية ، وهي في (١) تدرجها في أفلاك الدين تشاكل تدرج الخلقة من السلالة إلى الخلق الآخر : فهي إذا فارقت موضوعها ، وصعدت إلى صور المؤمنين كانت أولا كالسلالة. وفي فلك المؤمنين في العلم ، والقبول والطاعة ، ممثول النطفة (٢) ، وإذا فارقت هذه الرتبة إلى فلك المكاسرين ، كانت في القبول والعلم والفعل كالعلقة. فإذا فارقت هذه الرتبة فصعدت فلك المطلقين كانت في القبول والعلم والانفعال كالمضغة. فإذا فارقت هذه الرتبة فصعدت فلك الدعاة ، كانت في القبول والعلم والانفعال كالعظام. فإذا فارقت هذه الرتبة فصعدت فلك الباب (٣) ، الذي هو المجمع ، كانت في القبول والانفعال والعلم كاللحم.
فإذا فارقت هذه الرتبة وصعدت فلك الوحدة ، كانت في العلم والقيام بالفعل وظهور الحياة والنور والتمام والكمال والوجود والقدرة ، كالخلق الآخر. ولم يكن لها بعد ذلك منفذ إلى رتبة أخرى إلى ورود النفخة الثانية ، فهي حينئذ قد بلغت الغاية وتجردت نورانية ، ولم توصف بعدها ببشرية ، يطلع بها نور النور ، ويتجلى بها الحق عند الظهور ، كما وصف تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٤) وقال : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) (٥). وقال : (فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) (٦).
__________________
(١) وهي في : وفي في ج وط.
(٢) النطفة : النطقة في ج.
(٣) أي رتبة الباب المعروف بفصل الخطاب.
(٤) سورة : ٣٢ / ١٧.
(٥) سورة : ٢١ / ١٠٣.
(٦) سورة : ٣٦ / ٥٥.