الذي جذبها بالساري إليها منه ، وهي في الأفلاك الدينية بتأييد المتحد به ، الممد له بروح قدسه نهاية النهايات ، وغاية الغايات ، اسم الله الأعظم ، ووجهه الأكرم ، الذي لا يغيب طرفة عين ، المتجلي بكل مقام ، من نبي ، ووصي ، وإمام ؛ فنوره ساطع متصل بالنفوس الخيرة ، والصورة النّيرة المميز لها عن نفوس أهل النحوس (١) ، وذلك الساري هو العمود الذي يذكرون أنّه بين الإمام وبين باريه ، عمود من نور ، مجري الوحي على ممر الدهور ، في ليله ويومه «ويقظته ونومه» (٢) وهو القائم بذلك التأييد مقامه في خلقه ، وذلك الساري أيضا هو الحبل المذكور أن طرفه بيد الله ، وطرفه الثاني بأيدي عبيده. وهو معنى اتحاد ذلك النور الساري إلى كل مقام ، لا ينقطع عنه لحظة عين ، يدرك به ما في العالم العلوي ، وما في العالم السفلي. كما قال مولانا أمير المؤمنين صلىاللهعليهوسلم : والله لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. فهو روح القدس الجاري عن النهاية الأولة ، الذي هو الأمر ، علّة العلل ، الموجود الأول. فهو سار إلى جميع الموجودات ، كل يأخذ منه بقدر قبوله وحظّه ، وبه تحركت المتحركات ، وإليه اشتاقت الموجودات : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (٣). فاتحاد ذلك النور خصوصا (٤) بكل من استحق مقام الظهور ، الذي هو النهاية الثانية ، الماثل بصفاته لخلاص الأنام.
وعنه صلوات الله عليه ظهور شعاع من ذلك النور إلى من استجاب فتاب وأناب ، ورجع إلى دخول الأبواب ، وعاود إلى منهج الصواب.
وهي الخميرة الإبداعية «يعني النفس الصاعدة» (٥) المنسلة من قوى الأفلاك
__________________
(١) النحوس : النفوس في م.
(٢) ويقظته ونومه : سقطت في م.
(٣) سورة : ١٧ / ٤٤.
(٤) خصوصا : خاصة في ج.
(٥) سقطت الجملة الموضوعة بين القوسين من ج وط.