القائم فيصعد (١) بصعوده. وكذلك يجري الأمر في ذرية الشخص الفاضل واحدا بعد واحد ، والصعود إلى البرازخ المذكورة (٢) في أعلى عالم الطبيعة ، صفحة السموات ، كما أوضحه سيدنا حميد الدين الذي هو باب الحجاب ، وذلك كذلك إلى وفاء دور الكشف خمسين ألف سنة ، ووفاء دور زحل ، وبدء دور الستر خمسين ألف سنة ، وأيضا كذلك ، وكل قائم يصعد إلى فلك العاشر يقوم بالفعل عقلا محضا مجردا ، «ودبر عالم الطبيعة وأمر ونهى وحرك المتحركات» (٣) ودبر المدبرات ، وقدر (٤) الأزمنة والأوقات.
قال سيدنا المؤيد في الدين في تصحيح ذلك : إذا انتقل القائم ع م ، من هذا العالم إلى العالم الروحاني بعد استقرار ما يقرره ، وتدبير ما يدبره ، أمر ونهى من أمور (٥) ما يحتاج إليه كيف يشاء ، لأن كوره ودوره (٦) طويل ، وليس لصفته سبيل ، ولا يجوز أن نذكر ما كان بعده إلّا رمزا وإشارة دون التصريح ، وفي هذا المقدار كفاية لمن عنده علم الكتاب ، فإذا انتقل إلى العالم الروحاني يكون كلّا لمن دونه ، وتلحق النفس بمنزلة الأولى ، وفي هذا كفاية لمن عنده علم من الابتداء.
فهذا قوله يبين ما ذكرناه ، وذلك أن يكون في كل عشرة آلاف سنة قيام صورة كما قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله في كل عشرة آلاف سنة تكمل صورة. وكذلك يكون دور الكشف في كل عشرة آلاف سنة قيام صورة تكون قائما بالفعل ، إذا كملت الصورة التي هي الأعضاء
__________________
(١) يذهب الإسماعيلية إلى أن القائم هو آخر إمام من أئمة دور محمد (ص) فيتصل به جميع المنتقلين من الأئمة من آدم إلى وقت قيامه ، وتكون نفسه حاملة لهم ، ويصيرون وإياه صورة نورانية واحدة قائمية.
(٢) المذكورة : المكورة في ج ؛ المذكور في ط.
(٣) ودبر عالم الطبيعة وأمر ونهى وحرك المتحركات : سقطت في ج وط.
(٤) وقدر : ويقدر في ج وط.
(٥) من أمور : سقطت في ج وط.
(٦) ودوره : سقطت في ج وط.