الروحانية عند البرزخ ، كانت عند الوفاء ذلك القائم الذي يقوم ويصعد ويخلف صاحب المرتبة العاشرة ، فيكون من دور الكشف خمس صور إلى وفاء سبعة وأربعين ألف سنة ، وقام العلم بالقوة ، وظهر الجهل بالفعل ، واندرس العلم الحقيقي واضمحل ، وتغطى واستتر في الثلاثة الآلاف (١) من الخمسين ، وكان العلم طبيعيا فلسفيا ، وعطلت الحدود ، وأشرك في توحيد المعبود «ثم حدث دور الستر سبعة آلاف سنة» (٢).
وقام قائم الستر بالكشف على ما ذكرنا ووصفنا من الصعود إلى أدوار النطقاء الستة (٣) إلى البرزخ وتواردهم إليه ، ووقوفهم عنده ، وهم من صفو صفاء (٤) العالم ، قد صفتهم الامتحانات ، وصقلهم الأضداد بالعداوة ، وهذبتهم الأزمنة (٥) بالشرور الكائنات ، من أهل العمى والجهالات ، فهم أصفى وألطف ، وأعلى وأشرف ، ممّن لم يمتحن بمحنة ، ولا يختبر بغمة.
وعلى ما وصفنا أن ولد الإمام المنصوص عليه يقوم بدعوة أبيه ، وتكون الدعوة على سبيل الخلقة من حد السلالة إلى الخلق الآخر ، دعوة الآخر أطهر وأشرف من دعوة الأول ، واتصال الإمامة بالإمام عند التسليم في آخر دقيقة منها عند الأول وأول دقيقة منها عند الثاني ، والمتحد الذي لا يغيب طرفة عين ، هو المسلم (٦) المتسلم ، على مرور العصور ، والأدوار (٧) والدهور ، فالمنمي للأجسام البشرية ، والقوالب الألفية ، للحدود المعنوية ، والفاعل لها المتولي لأمورها ، الشمس ، والزهرة ، والقمر ، بالاستحقاق والاتفاق ، وموجب العدل والحكمة.
ونحن نبين ذلك في موضعه ، ونوضح كيفيته إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) الآلاف : آلاف في ط.
(٢) سقطت هذه الجملة المحصورة بين قوسين في ج.
(٣) يعني الأنبياء الستة الذين هم : آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص).
(٤) صفو صفاء : صفو في ط.
(٥) الأزمنة : الأزنة في ج.
(٦) المسلم : المستلم في ج.
(٧) الأدوار : الآباد في ط.