كالجسم وأعراضه التسعة ، والنفس وصفاتها (١) ، ولا يقال إنّه جوهر ، لأن الجوهر ينقسم إلى الجسم ، وإلى غير الجسم ، ولا يقال عرض لأن العرض محمولا مقبولا ، ملازما وزائلا. ولا يقال إنّه علّة ، لأن في المعلول بعض آثار العلة. ولا يقال إنّه قديم ، لأن القديم شاهد على هويته بالحدث. كما قال الحكيم حميد الدين قس (٢) : الأشياء تنقسم على ثلاثة أقسام : أولها وأشرفها وأكملها ما يكون لا بزمان ويختص ذلك باسم الإبداع. وثانيها الذي هو أوسطها ما يكون مع الزمان ويختص ذلك باسم الانبعاث. وثالثها الذي هو دونها وأخسها ما يكون بزمان ويختص ذلك باسم الاحداث. وكان ما يكون بزمان هو الفعل الصادر عن علّة فاعلة معوقة عن فعلها ، إمّا من جهة ذاتها بكونها مشوبة بما يعوقها ، أو من جهة المادة التي فيها تفعل بامتناعها عن القبول دفعة ، أو كليهما ، وذلك يختص بعالم الكون والفساد ، وهي بعد المكان والزمان. فالحي ، القادر ، القديم ، العالم ، هو الموجود الأول. ولا يقال إن المتعالي سبحانه شيء لا كالأشياء ، فالشيء يقتضي شيئا شيئه ، ومن قال لا أعرفه إلّا بأنّه هو ، فذلك إشارة إلى معلوم
__________________
(١) صفات النفس في العرفان الإسماعيلي تكون نفس أزكى من نفس ، ونفس أفخر من نفس ، والنفس الإنسانية جوهر من نفس كلية. وتختلف من حيث المرتبة وحصول صور المحسوسات والمعقولات الموجبة للأعمال المفروضة والسنن الدينية المنتهية إلى استفادة معرفة العقول الإبداعية التي بها ديمومتها وسرمديتها ، ومن حيث تمييزها للخير والشر والباقي من الفاني.
(٢) يريد حجة العراقين صاحب المؤلفات الفلسفية الكثيرة أحمد حميد الدين الكرماني تلميذ الفيلسوف أبي يعقوب السجستاني. استدعاه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله عند ما اشتد وطيس المعارك الدينية وقامت الدعوات الجديدة إلى القاهرة فألقى المجالس والمحاضرات في دار الحكمة وصنف البحوث والرسائل التي ناقش فيها المنشقين القائلين بألوهية الحاكم بأمر الله. توفي في القاهرة سنة ٤١١ هجرية. أعلام الإسماعيلية مصطفى غالب ص ٩٩ وعيون الأخبار للداعي إدريس عماد الدين ص ٤٥ ج ٦.