قال سيدنا المؤيد قدس الله روحه في بعض خطبه : اللهم يا من وقع اعترافنا
بصدق ما قاله في حكيم ذكره ، إذ يقول وقوله الحق : (وَما
قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ، إنّا نسألك المسامحة لمن هو في رقة العبودية في مضيق
الانحصار ، إذ تناول ذكرك بغير ما أنت أهله بحكم الاضطرار ، فإنّما هو ذنب مشفوع
بالاستغفار.
فقد صحّ واتضح
بهذه الألفاظ الصادرة عن تلك الألسن الصادقة التي هي بالحق والحقائق ناطقة ، ان
الغيب سبحانه وتعالى جلّ جلاله لا يقال عليه باسم من الأسماء ، ولا يوصف بما به
مبدعاته تدعى ، ولكن لا بد من استعارة الأسماء الحسنى كما قال تعالى : (وَلِلَّهِ
الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) ففعلنا ما أمرنا ، وقصدنا ما به عرفنا ، فتوحيده معرفة
حدوده وسلب الإلهية عنهم له تجريده ، وسلب الأسماء والصفات عنه لهم تنزيهه ، فهو
__________________