كما جاء في الميزان : كان عند أبي عشرة آلاف مسألة ، عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب. وقال عبد الله المبارك : كان شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لأعداء علي وسيء القول فيهم. وقد ذكر في مجلسه معاوية ، ووصف بالحلم ، فقال : ليس بحليم من سفه الحق وقاتل علي بن أبي طالب. وقد وصفه الذهبي بالحافظ الصادق وانه من أوعية العلم ، حمل عن إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث وقد احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الأربعة (١). وقد وصفه الشيخ عباس القمي بمثل ذلك (٢).
وقد جاء ذكره في تاريخ الفقه الإسلامي ، مع جماعة من فقهاء الكوفة التابعين ، الذين تصدروا للإفتاء والتشريع في عصرهم (٣).
ومما ذكرنا ، يتبين ان الشيعة ، قد ساهموا في حقلي التشريع والإفتاء في عهد التابعين ، وكانوا فيه من مراجع المسلمين في عصرهم. وقد أخذ عنهم الفقهاء والمحدثون ممن عاصرهم وتأخر عنهم ، بالرغم من قسوة الحكام عليهم ، والرقابة الشديدة على جميع تصرفاتهم ، نظرية كانت أو عملية ، بدافع القضاء على التشيع والحد من نشاطه ، وتسخير جميع الطبقات لمصالحهم وأغراضهم السياسية. ولكن لم يكتب لهم النجاح الكلي ، فيما بذلوه من جهود في هذا السبيل ، فقد برز الشيعة من هنا وهناك في شتى الميادين الإسلامية ، العلمية منها وغيرها. غير ان الذي يبدو على فقهاء الشيعة في هذا العصر ، ان آراءهم في الفقه لم تظهر عليها صبغة التشيع ، كما ظهرت في عهد الصحابة وفي عصر
__________________
(١) المراجعات للمرحوم العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين.
(٢) الكنى والألقاب (ص ٢٠٥).
(٣) للدكتور محمد يوسف موسى (ص ١٥٠).