قوله «قده» : فيتناول ـ الخ.
لا يخفى ما في هذا الاستدلال من الدور والمصادرة ، لأن العلم بوضعه تعالى للألفاظ موقوف على العلم بتعليمه تعالى لها كما هو المفروض ، والعلم بتعليمه تعالى لها موقوف على العلم بوضعه تعالى لها ، اذ ما لم يضعها الله تعالى لم تصر علامة فلم تصر معلمة ، ضرورة تقدم الموضوع على المحمول والمعروض على العارض طبعا.
قوله «قده» : والتعليم فرع الوضع.
من تتمة الدليل ، وحاصل مراده «قده» : أن تعليم الألفاظ ـ على ما هو المفروض من عموم الأسماء وشمولها لها ـ موقوف وفرع على وضعه تعالى لها حتى تصير أسماء وعلامات للمعاني.
ويمكن أن يجعل كون التعليم فرع الوضع مبدأ للبرهان من غير حاجة الى النظر فى المراد من الأسماء وكون المراد بها المعنى العرفي أو اللغوي. وحاصله : انه تعالى علم الأسماء بأى معنى تكون ، والتعليم لا يكون إلّا بالتعبير عن المقاصد والمرادات بالألفاظ الموضوعة ، فالتعليم فرع الوضع وموقوف عليه ، فيكون الوضع سابقا.
وفيه ما لا يخفى ، إذ لا نسلم أن التعليم لا يكون إلّا بالألفاظ الموضوعة ولا سيما بالنسبة اليه تعالى.
قوله «قده» : بتقريب ما مر.
يعني من كون التعليم فرع الوضع. وحاصله : ان الموضوع والمعروض سابقان على المحمول والعارض طبعا ، فلا بد وأن تتحقق الأسماء بالمعنى العرفي حتى يتعلق بها التعليم ، وتحققها لا يكون إلّا بالوضع.