المعاني الجزئية التي مدركها الوهم ، والوهم مدرك المعاني واو أحيانا بذاتها بدون وساطة درك لوازمها وآثارها ، وذلك مثل السخلة تدرك عداوة الذئب بلا رؤية شيء منه كما لا يخفى.
ومع الاغماض عما ذكرنا كله يمنع لزوم الدور ، لاختلاف طرفي الدور على مقالته «قده» بالاجمال والتفصيل ، وعلى مقالتنا أيضا اندفاع الدور واضح ، كما ظهر مما ذكرنا سابقا.
قوله «قده» : لاثبات حكم كليها ـ الخ.
مراده بالكلي هو الطبيعة التي اندرجت تلك الجزئيات تحتها كطبيعة الحيوان مثلا في مثال تحريك الفك الأسفل عند المضغ ، ومراده «قده» بما يلازم هو جميع الأفراد ، اذ اثبات الحكم لجميع افراد الحيوان مثلا مستلزم لاثبات الحكم له.
والفرق بين الوجهين واضح ، اذ المثبت له بالذات في الثاني هو الافراد والطبيعة مثبت لها بالعرض ، وفي الأول المثبت له بالذات واولا هو الطبيعة ـ سواء كان بلحاظ الوجود ام لم يكن ـ والفرد المثبت له ثانيا وبالعرض.
قوله «قده» : ولكن هذا إنما يستقيم ـ الخ.
توضيحه : انا اذا قلنا بأن العام المخصص حقيقة في الباقي كما هو مختاره «قده» ، فيكون الاستثناء وصحته من غير بناء على التجوز والتأويل ، اذ المفروض انه حقيقة لا تأويل فيه. وأما اذا قلنا بأنه مجاز فيه فيكون فيه التأويل ، فلا يستقيم كون الاستثناء وصحته من غير بناء على التأويل.