وقد ظهر وجه الاندفاع على ما بيناه وحققناه من أن علمهما ليس حاصلا من الأدلة لعدم كونها أدلة فى حقهما وحجة بالنسبة اليهما ، وهذا ظاهر.
قوله «قده» : أما الاعم من الكل والبعض.
مراده بالاعم ليس هو الجنس مقيدا بتحققه في ضمن الكل والبعض ، لان التقييد بتحققه في ضمن الكل مغن عن التقييد بالبعض ، مضافا الى أن هذا الاعم مشارك للاول ، وهو الحمل على الاستغراق في الاشكال ، بل المراد به المعنى اللابشرطي المقسمي الغير المقيد بشيء والغير المرهون بأمر ، فلا يقيد بالكلية ولا بالبعضية. وحينئذ فلا ريب في أن تحقق الطبيعة لما كان بتحقق فردها فلا جرم كان المتيقن من ذلك الاعم هو البعض.
والفرق بينه وبين ما ذكره ـ قدسسره ـ سابقا من ارادة البعض بحمل اللام على الجنس هو أن المقصود هناك الجنس المتحقق في ضمن البعض ، وهنا الجنس المتحقق إلّا أن القدر المتقن هو التحقق في البعض ـ فافهم.
قوله «قده» : فان الفروع لا تقف عند حد.
مقصوده ـ قدسسره ـ ان الفروع غير متناهية لا تقفية ، بمعنى انها لا تقف عند حد إلا ويتجاوز عنه الى غيره ، فهي كمقدورات الباري تعالى عند المتكلم والأجزاء الغير المتناهية للجسم عند الحكيم ، لا انها غير متناهية بالفعل.