قوله «قده» : وهذا التعريف لا يتناول الأمارة.
هكذا في النسخ التي رأيناها ، والظاهر بل الحق المقطوع به أن كلمة «لا» سهو من قلم الناسخ (١) والمراد من الأمارة هي الأدلة الظنية والطرق الغير العلمية. ومقصوده : ان الحد المذكور ـ وهو ما يمكن أن يتوصل ـ الخ ، يشمل الأدلة العلمية والظنية ، إذ لم يعتبر في الحد كون التوصل على وجه العلم ، ولكن بعضهم اخرج الأمارة بقوله «الى العلم بالمجهول» حيث ان الأمارة لا يتوصل بها الى العلم بل الى الظن ، لأن الظني لا يعقل أن يفيد علما كما هو واضح. وحينئذ ظهر انعقاد الاصطلاحين في الدليل ، حيث أن الدليل ـ بحسب أحد الاصطلاحين ـ شامل للعلمي والظني ، وبحسب الاصطلاح الآخر مختص بالعلمي ، ويلتئم أجزاء كلامه.
وأما بناء على وجود كلمة «لا» فيحتاج تصحيحه الى تكلف أن الامارة تخرج بقيد النظر ، اذ النظر ترتيب امور معلومة أو ملاحظة المعقول ، ومن الواضح أن المعقول أو الامور المعلومة لا يكون إلّا علميا ، ولكن مع هذا يشكل ولا يصح كلامه «قده» ولا يلتئم أجزاؤه ، إذ بناء على وجود كلمة «لا» فلا يكون فرق في تحديده وتحديد البعض ، اذ الحدان مشتركان في اختصاص الدليل بالعلمي ، فلا يكون اصطلاحان ولم يصح.
قوله «قده» : وربما امكن تخصيصه على الاول.
إذ لا أول ولا ثاني على هذا كما هو واضح.
قوله : واعتبارها أدلة صحيحة بالاصطلاحين.
أما على الاصطلاح الأول ـ الذي هو اعم من العلمي والظني ـ فواضح
__________________
(١) ثم عثرت على نسخة مكتوبة لا مطبوعة فيها كلمة «لا» ـ منه.