ذلك ففد علل عدم
كونه دليلا مثبتا بل كاشفا دالا فى الهامش بأنه لا بد فى الدليل من سبق العلم
بالمدعى اجمالا ، بخلاف الدال حيث ان المدلول انما يعلم به لا قبله ولو اجمالا ،
وهنا لم يعلم الخطابات النفسية قبل الخطابات اللفظية أصلا ، فكيف تكون الخطابات
اللفظية دليلا عليها.
وهذه عبارته ـ قدسسره ـ الدليل على
اصطلاح الأصوليين هو ما يمكن التوصل لصحيح النظر فيه الى المطلوب الخبري ، فاذا
كان الخطاب هو المبين للكلام النفسي والمظهر له أولا من دون سبق اطلاع لا اجمالا
ولا تفصيلا فأين المطلوب الخبري الذي يعمل النظر في الكتاب لتحصيله ، فلا بد أن
يسبق الدعوى على الدليل ولو سبقا اجماليا حتى يطلب من الدليل ـ انتهت عبارته
الشريفة.
وأورد عليه بعدم
وضوح ما ذكره من الدعويين ، إذ لا يلزم تقدم العلم الإجمالي بالمدلول على الدليل
مطلقا حتى يكون ذلك من لوازم الدليل بالمعنى المصطلح بل قد يكون العلم مطلقا
متأخرا عن الدليل ، كما اذا حصل الانتقال الى النار بعد ملاحظة الدخان. غاية الأمر انه
مسبوق بالمثال بمعرفة الملازمة بين مطلق الدخان والنار ، وهو شىء آخر.
نعم ما ذكره من
لوازم الاستدلال.
وأيضا لا مانع من
تقدم العلم بالخطابات النفسية إجمالا على معرفة الخطابات اللفظية التفصيلية ، كيف
وثبوت الأحكام على سبيل الإجمال من ضروريات الدين ـ كما أشار اليه في الجواب
المختار عنده ـ وذلك عندهم هو العلم بالخطابات النفسية على الإجمال ، وهو متقدم فى
المعرفة على العلم بالخطابات اللفظية ، وهو ظاهر.
وفيه : انه من
الواضح الذي لا يمكن أن يريب فيه أحد أنه لا بد في الدليل من سبق العلم بالمطلوب
على وجه الإجمال ، كما يدل عليه قولهم