الغيب الى الشهادة ، فيتحرك لسانه ويتكلم فى هذا العالم. بل الأمر في جميع موارد التكلم كذلك ، فجميع مبادئ التكلم وعلله وارادة المعاني من الألفاظ حاصلة من النائم ، غاية الأمر تعطل ما ليس له دخل في تحقق الكلام الذي هو فعل إرادي اختياري للنائم وقصدت المعانى منه ـ فافهم إن كنت من أهله ولكنه شديد الغموض بعيد المنال.
وأما الساهي مثل من يريد ان يخبر عن زيد بالقعود فيسهو ويخبر عن عمرو بالقيام ، فلا شبهة في أن إخباره عن عمرو بالقيام فعل اختيارى ارادي له ويتصور المعنى واللفظ ويقصد قيام عمرو من اللفظ ، إلا أنه لما كان مقصوده الإخبار عن زيد بالقعود وسها فلم يكن ما اراده وقصده من كلامه مقصوده الواقعي ومرامه النفس الأمري ، ولم يكن ما تكلم به منطبقا على ما قصده واقعا ، فالصواب التمثيل بالمركب الذي تكلم به من لم يعلم معناه بل لا يعلم أن له معنى أم لا.
قوله «قده» : ولا يعدان إلا مفردا.
إن أراد كونهما مفردين بالنظر العرفي العامي فهو مسلم ، ولكنه غير قادح ، لأن المقصود تحديد المفرد المركب على طريقة الميزانيين كما سيصرح به ، فهما مركبان بالنظر الى عرفهم الخاصي ليس إلا ، وإن أراد كونهما مفردين بالنظر الى عرف الميزانيين فهو ممنوع كما هو واضح.
قوله «قده» : وذلك لأنها تسمع ـ الخ.
تعليل وتصحيح للمبنى ، والضمير راجع الى الهيئة. وقوله «ابتداء» تأكيد بحسب المعنى للمعية ، أي من غير لحوق وتأخر.