اللهم إلّا أن يدفع باختلاف الحمل ، بأن يقال : ان الكلي العقلي كلي عقلي بالحمل الأولي الذاتي وجزئي خارجي وشخص عيني بالحمل الشائع الصناعي العرفي.
هذا كله مضافا الى ما في قوله «فإنها من الصفات الموجودة في الذهن» الخ. فان الكلي العقلي لا موطن له إلّا العقل ولا مشهد له الا الذهن ، فاذا قطع النظر عن الذهن فقد قطع النظر عنه ، إلّا أن يكون مراده ما هو بحسب الحمل الأولي الذاتي.
ومع الغض عن ذلك كله فلا يخفى أن في اعترافه بكون تلك المعاني كلية في حد نفسها وجزئية باعتبار ما يعتريها من اللحاظ تناقضا ، لانكار اتصاف معاني الحروف بالكلية والجزئية كما هو ظاهر.
ثم في ادعائه أن المراد باللحاظ هو الوجود الذهني نظرا واضحا ، حيث يلزم منه أن تكون الحروف موضوعة للمعاني الذهنية دون الامور الواقعية. وفساده أوضح من أن يبين. بل المراد بقولهم «الملحوظ بها حال الغير» كونها مما يمكن أن يلاحظ ويتصور به حال الغير ، وهذا نظير الصورة العكسية المرآتية ، حيث انها آلة لحاظ الغير ولا يتوقف على وجود ملاحظ ولا على وجود ملاحظة ، فهي ملحوظ بها حال العاكس ، سواء وجد ذاهن او ذهن ام لا يوجد ، فكذا فيما نحن فيه ـ فافهم بعون الله ان كنت من اهله وتأمل لعله يفاض عليك من عالم القدس شىء.
قوله «قده» : على الوجه الذي سبق.
أي لحاظ حال ما تعلقت به. ويحتمل أن يكون المراد على وجه الآلية وعدم الاستقلال.