فمدّ
يده ، فقبض. فلمّا رأيتها لم أملك عينيّ أن فاضتا
» .
٢ ـ روى
هرثمة بن سليم قال : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفّين ، فلمّا نزلنا بكربلاء
صلّى بنا صلاة ، فلمّا سلّم رفع إليه من تربتها شيئا فشمّها ، ثمّ قال :
« واها لك أيّتها التّربة ، ليحشرنّ منك قوم
يدخلون الجنّة بغير حساب ».
وعجب هرثمة من حديث الإمام ، ولم يكن من
الذاهبين إلى إمامته ، فلمّا رجع من صفّين حدّث زوجته جرداء بنت سمير بما سمعه من
الإمام ، وكانت شيعة له فقالت له : دعنا منك أيّها الرجل فإنّ أمير المؤمنين لم
يقل إلاّ حقّا ...
ولم تمض الأيام حتى بعث المجرم ابن زياد
بجيوشه إلى كربلاء لحرب ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكان هرثمة من جملة الخارجين لحربه ، فلمّا انتهى إلى كربلاء ورأى الحسين وأصحابه
تذكّر قول الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
فكره حربه ، وأقبل إلى الإمام الحسين عليهالسلام
فأخبره بما سمعه من أبيه فقال له الإمام :
« معنا أنت أم علينا؟
».
ـ لا معك ولا عليك ، تركت أهلي وولدي ،
وأخاف عليهم من ابن زياد ..
فنصحه الإمام قائلا :
« ولّ هاربا حتّى لا ترى لنا مقتلا ، فو الّذي
نفس محمّد بيده لا يرى مقتلنا اليوم أحد ولا يغيثنا إلاّ أدخله الله النّار ...
».
وانهزم هرثمة
وولّى هاربا ، ولم يشترك في حرب الإمام الحسين .
__________________