ومن أهمّ البرامج السياسية في حكومة الإمام عليهالسلام نشر التعليم ، ومحو الامّية ، وإشاعة العلم بين الناس فقد اتّخذ جامع الكوفة مدرسة ومعهدا لإلقاء محاضراته العلمية وقيمه الفكرية ، والتي كان منها الدعوة إلى الله تعالى ، وإظهار فلسفة التوحيد وإقامة الإيمان بالله تعالى على ضوء الأدلّة العلمية الحاسمة التي لا تقبل الجدل والتشكيك ، بالاضافة إلى مواعظه العملاقة التي كانت تهزّ أعماق النفوس خوفا ورهبة من الله تعالى.
وقد تخرّج من مدرسته جماعة من عظماء الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمّار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، وكميل بن زياد ، وأبي الأسود الدؤلي ، وميثم التمّار ، وغيرهم من الذين أقاموا صروح النهضة العلمية في الإسلام.
وعلى أي حال فإنّا نعرض ـ بإيجاز ـ لبعض ما اثر عن هذا الإمام الملهم العظيم من الكلمات القيّمة في تبجيل العلم ، وذمّ الجهل ، وتكريم العلماء ، وبعض العلوم التي أقامها ، وفيما يلي ذلك :
أمّا العلم فهو من أفضل المحاسن التي يتحلّى بها الإنسان ويسمو إلى أرقى مستويات الكمال ، وبالعلم تكون نهضة الامم وبلوغها إلى أهدافها ، ومستحيل أن تحتلّ أمّة من الامم مركزا مهمّا تحت الشمس وهي قابعة في أسر الجهل.
وقد أشاد إمام المتّقين كثيرا بالعلم ، ولنقرأ بعض أحاديثه :