الدين ، وقد نبحتها كلاب الحوأب في طريقها لاحتلال البصرة ، كما قتل من معسكرها ومعسكر الإمام خلق كثير.
٦ ـ أعلم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الصحابي العظيم الطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر عن شهادته على أيدي الفئة الباغية ، وأنّ آخر شرابه من الدنيا ضياح من لبن ، وفعلا فقد استشهد هذا العملاق بأيدي الفئة الباغية من جند معاوية ، وكان آخر شرابه من الدنيا ضياح من لبن سقته إحدى السيّدات في جيش الإمام عليهالسلام.
٧ ـ أنّه أسرّ إلى أهل بيته أنّهم المستضعفون من بعده ، وقد جرى عليهم الظلم والاعتداء من بني اميّة وبني العباس ، وتجرّعوا من الغصص والنكبات ما لا نظير لها في فضاعتها ومرارتها ، فكانوا حقّا من المستضعفين ومن المعذّبين في الأرض.
وكثير من أمثال هذه الأحداث أخبر عنها الصادق الأمين ، وقد جرت كلّها كما أخبر صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أدلى بكثير من الأحداث الجسام التي قالها إلى وصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وقبل التحدّث عن الملاحم والأحداث التي أخبر عنها قبل وقوعها نتعرّض إلى ما أثر عنه من سعة علومه ، وإحاطته الكاملة بما سيجري في الدنيا ، ولنستمع إلى ذلك :
١ ـ أنّه لمّا بايعه الناس بالخلافة خرج إلى الجامع النبوي معتمّا بعمامة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لابسا بردته ، منتعلا بنعله ، متقلّدا سيفه ، فارتقى المنبر وشبّك بين أصابعه فوضعها في أسفل بطنه ثمّ قال :
« يا معشر النّاس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا ما زقّني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زقّا زقّا.
سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين.