ظلم الحجّاج وجوره
وأدلى الإمام عليهالسلام في بعض خطبه ما سيحلّ بأهل الكوفة
الذين جرّعوه نغب التهام ، وملئوا قلبه الشريف آلاما بعصيانهم وخذلانهم ، وإنّ
الله تعالى سيسلّط عليهم الحجّاج بن يوسف الثقفي فيسقيهم كأس مصبرة ، قال عليهالسلام :
« أما والله ، ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف الذّيّال
الميّال ؛ يأكل خضرتكم ، ويذيب شحمتكم ، إيه
أبا وذحة! » .
ولم تمض الأيام
حتى سلّط الله على أهل الكوفة الحجّاج بن يوسف الثقفي ، وهو أقذر ارهابي لا يعرف
الرحمة ، ولا عهد له بالرأفة ، وقد اقترف من الفضائع والآثام في أهل الكوفة ما لا
يوصف لمرارته وقسوته.
وقد أجمع
المؤرّخون على ظلمه وجوره ، وأنّه كان لا يلتذ إلاّ بسفك الدماء ، وإشاعة الرعب
والفزع بين الناس ، وقد مرّ على الكوفة في عهده دور قاس ورهيب لم تشاهد في مثله
إلاّ في عهد الطاغية زياد بن أبيه ، وابنه عبيد الله لقد سجن آلاف الأبرياء من
النساء والرجال من غير ذنب اقترفوه ، وإنّما كان يقتل ويسجن على الظنّة والتهمة من
غير تحقيق.
__________________