وكان ذلك مؤديا الى ما دعوه فسادا ، والى تركه وترك آلهته ، فكأنه تركهم لذلك. أو هو جواب للاستفهام بالواو وكما يجاب بالفاء.
والنصب بإضمار (أن) تقديره : أيكون منك ترك موسى ، ويكون تركه إياك وآلهتك.
وقرئ بالرفع عطفا على (أَتَذَرُ مُوسى) بمعنى أتذره وأ يذرك؟
أو يكون مستأنفا ، أو حالا على معنى : أتذره وهو يذرك وآلهتك.
(سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ) أي سنعيد عليهم ما كنا محناهم به من قتل الأبناء.
(وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) ونستبقى نساءهم أحياء.
١٢٨ ـ (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) :
(قالَ مُوسى) جملة مستأنفة.
(إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ) اللام فى (الْأَرْضَ) للعهد ، ويراد أرض مصر.
وقيل للجنس ، فيتناول أرض مصر ، لأنها من جنس الأرض.
(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) بشارة بأن الخاتمة المحمودة للمتقين منهم.
١٢٩ ـ (قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) :
(أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا) يعنون قتل أبنائهم قبل مولد موسى عليهالسلام الى أن استنبئ وإعادته عليهم بعد ذلك.
(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ) تصريح بما رمز اليه من البشارة قبل ، وكشف عنه ، وهو إهلاك فرعون واستخلافهم بعده فى الأرض التي وعدهم إياها.
(فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) فيرى الكائن منكم من العمل حسنه وقبيحه ، ليجازيكم على حسب ما يوجد منكم.