فيروى أن طعمة بن أبيرق ، أحد بنى ظفر ، سرق درعا من جار له ، اسمت قتادة بن النعمان ، فى جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه ، وخبأها عند زيد بن السمين ، رجل من اليهود ، فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها ، وما له بها علم ، فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها. فقال : دفعها إلى طعمة ، وشهد له ناس من اليهود. فقالت بنو ظفر : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل هلك وافتضح وبرئ اليهودي ، فهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يفعل وأن يعاقب اليهودي. فنزلت.
١٠٧ ـ (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً) :
(يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) يخونونها بالمعصية.
(خَوَّاناً أَثِيماً) على المبالغة.
١٠٨ ـ (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) :
(يَسْتَخْفُونَ) يستترون.
(مِنَ النَّاسِ) حياء منهم ، وخوفا من ضررهم.
(وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) ولا يستحيون منه.
(وَهُوَ مَعَهُمْ) وهو عالم بهم مطلع عليهم لا يخفى عليه خاف من سرهم.
(يُبَيِّتُونَ) يدبرون ويزورون.
(ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) وهو تدبير طعمة أن يرمى بالدرع فى دار زيد ليسرق دونه ويحلف ببراءته.
١٠٩ ـ (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) :