الليثي ، فهربوا وبقي مرداس لثقته بإسلامه ، فلما رأى الخيل ألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل وصعد ، فلما تلاحقوا وكبروا كبر ونزل ، وقال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم ، فقتله أسامة بن زيد واستاق غنمه. فأخبروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فوجد وجدا شديدا ، وقال : قتلتموه إرادة ما معه ، وقرأ الآية على أسامة.
(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) تطلبون الغنيمة التي هى حطام سريع النفاد ، فهو الذي يدعوكم إلى ترك التثبت وقلة البحث عن حال من تقتلونه.
(فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) يغنمكموها تغنيكم عن قتل رجل يظهر الإسلام ويتعوذ به من التعرض له لتأخذوا ماله.
(كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) أول ما دخلتم فى الإسلام سمعت من أفواهكم كلمة الشهادة فحصنت دماءكم وأموالكم من غير انتظار الاطلاع على مواطأة قلوبكم لألسنتكم.
(فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) بالاستقامة والاشتهار بالإيمان والتقدم ، وإن صرتم أعلاما فعليكم أن تفعلوا بالداخلين فى الإسلام كما فعل بكم ، وأن تعتبروا ظاهر الإسلام فى المكانة ، ولا تقولوا ان تهليل هذا لاتقاء القتل لا لصدق النية ، فتجعلوه سلما إلى استباحة دمه وماله وقد حرمهما الله.
(فَتَبَيَّنُوا) تكرير للأمر بالتبين ليؤكد عليهم.
(إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فلا تتهافتوا فى القتل وكونوا محترزين محتاطين فى ذلك.
٩٥ ـ (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) :