مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ) واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هى الإيجاب ، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
(كتم) : الكتمان ستر الحديث ، يقال كتمته كتما وكتمانا ، قال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) وقال : (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ـ (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ) ـ (وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقوله : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) فكتمان الفضل هو كفران النعمة ولذلك قال بعده. (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) وقوله : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) قال ابن عباس : إن المشركين إذا رأوا أهل القيامة لا يدخل الجنة إلا من لم يكن مشركا قالوا : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فتشهد عليهم جوارحهم فحينئذ يودون أن لم يكتموا الله حديثا. وقال الحسن : فى الآخرة مواقف فى بعضها يكتمون وفى بعضها لا يكتمون ، وعن بعضهم لا يكتمون الله حديثا هو أن تنطق جوارحهم.
(كثب) : قال تعالى : (وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) أي رملا متراكما وجمعه أكثبة وكثب وكثبان ، والكثيبة القليل من اللبن والقطعة من التمر سميت بذلك لاجتماعها ، وكثب إذا اجتمع ، والكاثب الجامع ، والتكثيب الصيد إذا أمكن من نفسه ، والعرب تقول أكثبك الصيد فارمه ، وهو من الكثب أي القرب.
(كثر) : قد تقدم أن الكثرة والقلة يستعملان فى الكمية المنفصلة كالأعداد ، قال تعالى : (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً) ـ (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) ـ (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَ) وقال : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً) وقال : (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) ـ (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) إلى آيات كثيرة وقوله تعالى : (بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) فإنه جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدنيا ، وليست الكثرة إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل ، ويقال عدد كثير وكثار وكاثر : زائد ، ورجل كاثر إذا كان كثير المال ، قال الشاعر :
ولست بالأكثر منهم حصى |
|
وإنما العزة للكاثر |
والمكاثرة والتكاثر التبارى فى كثرة المال والعز ، قال تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) وفلان مكثور أي مغلوب فى الكثرة ، والمكثار متعارف فى كثرة الكلام ، والكثر