للنصيب كما استعير له السجل. قال تعالى : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ) والذنب فى الأصل الأخذ بذنب الشيء ، يقال ذنبته أصبت ذنبه ، ويستعمل فى كل فعل يستوخم عقباه اعتبارا بذنب الشيء ولهذا يسمى الذنب تبعة اعتبارا لما يحصل من عاقبته ، وجمع الذنب ذنوب ، قال تعالى : (فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) وقال : (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) وقال : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) إلى غير ذلك من الآي.
(ذهب) : الذهب معروف وربما قيل ذهبة ورجل ذهب : رأى معدن الذهب فدهش ، وشىء مذهب جعل عليه الذهب ، وكميت مذهب علت حمرته صفرة كأن عليها ذهبا ، والذهاب المضيّ يقال ذهب بالشيء وأذهبه ويستعمل ذلك فى الأعيان والمعاني ، قال الله تعالى : (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) ـ (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) ـ (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) كناية عن الموت وقال : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) وقال : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وقوله تعالى : (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ) أي لتفوزوا بشيء من المهر أو غير ذلك مما أعطيتموهن وقوله : (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) وقال : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) ـ (لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي).
(ذهل) : قال تعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) الذهول شغل يورث حزنا ونسيانا ، يقال ذهل عن كذا وأذهله كذا.
(ذوق) : الذوق وجود الطعم بالفم وأصله فيما يقل نناوله دون ما يكثر ، فإن ما يكثر منه يقال له الأكل واختير فى القرآن لفظ الذوق فى العذاب لأن ذلك وإن كان فى المتعارف للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعم الأمرين وكثر استعماله فى العذاب نحو : (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ـ (وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ) ـ (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) ـ (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) ـ (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ) ـ (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ) ـ (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) وقد جاء فى الرحمة نحو : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً) ـ (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) ويعبر به عن الاختبار فيقال أذقته كذا